لم تستطع إسرائيل تجاهل إعلان القيادة العليا في إيران عزمها على تسليح الضفة المحتلة لتكون قادرة على مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية. وخاصة أن مفاعيل أي قدرة عسكرية فعلية، في الضفة، تفوق في أثرها على الأمن القومي الإسرائيلي ما هو قائم في غزة. دفع ذلك رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى تناول المسألة خلال افتتاح جلسة الحكومة يوم أمس، ولكن بما لا يخلو من أبعاد انتخابية، وذلك رغم غياب إيران عن تصريحاته في الأوقات القريبة الماضية.
من هنا يمكن فهم وجود محاولة لإعادة تصدير التهديد الإيراني إلى المشهد السياسي والإعلامي في إسرائيل، بعدما احتلت العناوين الداخلية صدارة الاهتمامات الشعبية، وباتت تؤدي دوراً أساسيا في توجيه الناخب الإسرائيلي.
كذلك لم يفت نتنياهو توظيف المشهد السياسي في سياق التحريض على السلطة الفلسطينية، بما يخدم المواجهة التي تخوضها إسرائيل على الخط الدولي مقابل مشروع قرار الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وخلال جلسة الحكومة، أكّد أن الجمهورية الإسلامية «تبذل جهوداً متزايدة في الأسابيع الأخيرة، بهدف توسيع رقعة العمليات الإرهابية في الضفة». وفي السياق، لفت إلى تصريحات سفير السلطة في طهران، الذي «تحمس للتعليمات التي أصدرها مرشد الجمهورية، والقاضية بتزويد الضفة بالسلاح». وزاد نتنياهو على ادعائه بالقول: «السفير الفلسطيني قال إن النظام الصهيوني غدة سرطانية، ويجب تدميره عاجلاً أو آجلاً»، مشدداً على أن «الشخص الذي قال هذا الكلام ليس عضواً في حماس، بل هو سفير السلطة لدى طهران».
نتنياهو ربط بين موقف السفير، وما يجري في الأمم المتحدة من مساعٍ لاستصدار قرار يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، واصفاً ذلك بالتحريض. ورأى أن ما يجري «محاولة لإمرار قرار في مجلس الأمن يهدف إلى طرح تسوية ستُفرَض علينا، وتؤدي إلى إقامة حماستان أخرى هنا تعرّض أمننا للخطر».
قبل ذلك، كان نتنياهو قد أكد، خلال لقائه السيناتور الأميركي ليندزي غراهام، أننا «نواجه اليوم تحديين كبيرين، أولهما يأتي من الطرف الفلسطيني»، متهماً السلطة بأنها تتعاون مع «حماس» وتحرّض دائماً ضدّ إسرائيل، «لهذا تحاول طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يهدف إلى فرض شروط علينا تمسّ بأمننا». وأيضاً استغل نتنياهو المناسبة لتوجيه رسالة أكد فيها «رفض هذه الإملاءات... هذا ما فعلناه دائماً وسنواصل فعله».
وتابع قائلاً: «التحدي الثاني الذي يواجهنا يأتي من إيران، التي أجرت تجربة على طائرة انتحارية من دون طيار»، معيداً التذكير بأن «المهمة العليا التي تواجهنا هي منع هذا النظام الخطير من امتلاك الأسلحة النووية»، ثم كرّر الموقف الإسرائيلي الدائم، وهو أن «المطلوب عقوبات أوسع وأكثر صرامةً» ضد إيران.
في سياق متصل، رأى وزير الاستخبارات، يوفال شطاينتس، أنه ممنوع على إسرائيل أن تمرّ مرور الكرام على قرار أحادي في الأمم المتحدة بخصوص الدولة الفلسطينية، في حال صدوره. وأكد أنه يمكن إسرائيل أن تلجأ إلى خطوات دراماتيكية، واصفاً الاقتراح الفلسطيني بـ«العدواني والمعادي والأحادي الجانب». وأضاف شطاينتس أن إسرائيل «ستضطر في المقابل إلى دراسة تفكيك السلطة الفلسطينية، بجدية».