اختتم وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، زيارته لطهران المستمرة منذ يومين، بالتوقيع ونظيره الإيراني، العميد حسين دهقان، على مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي المشترك بين البلدين، فيما تقرر «مواصلة التعاون لبناء جيش وطني لحماية سلامة التراب العراقي وأمن العراق، وأن يجري الطرفان مشاورات في هذا الشأن وأن يواصلاها»، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.وخلال لقائه دهقان، شدد وزير الدفاع العراقي على «ضروره التعاون بين بغداد وطهران لمواجهة الارهاب وأن يكونا في خندق واحد».

وخلال استقباله العبيدي، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، «ضرورة ألا يبقى شبر واحد من الأراضي العراقية تحت سيطرة التكفيريين»، مضيفاً «سنشهد قريباً تحرير جميع المناطق العراقية من احتلال الارهابيين».
وأشار شمخاني إلى «الظلم الذي يمارسه الارهابيون التكفيريون ضد أهل السنّة في العراق، وأكد ضرورة تحرير المناطق السنية وعودة الاهالي الى بيوتهم»، مضيفاً أن بلاده «تدعم العراق في مكافحة الارهاب والتكفيريين انطلاقاً من تمسّكها بالتعاليم الدينية... (وأن) لا فرق بين السنّة والشيعة في تنفيذ هذا الواجب الالهي». وأكد أن «الأمن المستدام في العراق يمكن أن يتحقق بتعاون جميع الفصائل العراقية والامتثال للمرجعية».
من جانبه، أعرب العبيدي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية، عن ارتياحه لزيارة إيران، مؤكداً أن «دعم إيران الشامل للقوات المسلحة العراقية ساهم إلى حد كبير في الانجازات التي حققها الجيش العراقي في مختلف المناطق».


استعادة الضلوعية في صلاح الدين

استعادت القوات العراقية ومسلحون موالون لها، أمس، بشكل كامل السيطرة على بلدة الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، بعدما بقيت غالبية أنحائها خاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» أشهراً، بحسب مصادر عسكرية.
وكانت البلدة الواقعة على الطريق بين بغداد ومدينة سامراء بمحاذاة نهر دجلة مسرحاً لمعارك متواصلة بين التنظيم الذي لم يتمكن من السيطرة على كامل البلدة بسبب المقاومة الشرسة التي واجهها في الحي الجنوبي منها، من قبل عشيرة الجبور وقوات أمنية.
وبعد عملية عسكرية من محاور عدة، بدأت يوم الجمعة الماضي، تمكنت القوات الامنية من دخول البلدة بعد يومين بعد السيطرة على مناطق في محيطها، وتقدمت ببطء بمواجهة أعمال قنص وعمليات انتحارية وعبوات ناسفة زرعها التنظيم.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن «قوات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر نجحواً اليوم (أمس) في استعادة السيطرة على الضلوعية». وأضاف أن «50 آلية عسكرية تقدمت من شمالي البلدة نحو جنوبيها والتحمت بالقطعات العسكرية المحاصرة»، مشيراً الى أن «هذا الالتحام يعني تحرير الضلوعية بالكامل وانتهاء وجود داعش».
وأكد قيادي في «منظمة بدر» التي تشارك في المعارك الى جانب القوات العراقية، «تحرير الضلوعية بالكامل». وأضاف القيادي الذي رفض ذكر اسمه: «نجحنا في فكّ الحصار الذي كان يفرضه داعش على عشائر الجبور، وتأمين ترابط القوات والتحامها».
وأدت المعارك أول من أمس، بحسب القيادي في «منظمة بدر»، الى مقتل اللواء المتقاعد عباس حسن جبر، المستشار العسكري لزعيم المنظمة هادي العامري، وذلك بعد إصابته برصاص قنص. ونعى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، جبر «الذي استشهد... في معركة الضلوعية».
العامري: «داعش» صورة كرتونية لا تصمد أمام أصحاب العقيدة

وتشكل استعادة البلدة المحورية خطوة أساسية في تأمين الطريق بين بغداد ومدينة سامراء (110 كلم شمال العاصمة)، حيث «مرقد الإمامين العسكريين». كذلك تسمح السيطرة على الضلوعية والمناطق المحيطة بها بربط محافظتي ديالى (شرق)، الحدودية مع إيران، وصلاح الدين التي يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة منها، أبرزها تكريت مركز المحافظة.
في غضون ذلك، تُرجِم التطور الميداني بخطاب سياسي واضح وبنّاء، تشارك كل من محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، والأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري، في صياغته.
وفي مؤتمر صحافي عقده بعد جولة في قضاء الضلوعية يرافقه رئيس مجلس المحافظة أحمد عبد الجبار الكريم وقائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي وقائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شوكت وهادي العامري، قال محافظ صلاح الدين إننا «نعتب وننتقد موقف المراجع والسياسيين السنّة الذين صمتوا ولم يجرّموا داعش»، داعياً «أهالي المحافظة إلى استثمار النصر الذي حصل في الضلوعية كحافز للوقوف مع القوات الأمنية والحشد الشعبي لتحرير مناطقهم والعودة إلى منازلهم»، واصفاً «هادي العامري ومقاتليه بمجاهدي العراق».
وأشار الجبوري، في حديث نقلته «المدى برس»، إلى أن «المحافظة ستشيد نصباً تذكارياً للواء الركن في الجناح العسكري لمنظمة بدر عباس جبر رشيد، الذي استشهد في معارك تحرير الضلوعية يوم أمس».
من جانبه، قال هادي العامري إن «تحقيق النصر في الضلوعية جاء بفعل تعاون عشيرة الجبور مع القوات الأمنية والحشد الشعبي. فلقد قدم أهلنا في الضلوعية نموذجاً رائعاً في التصدي لعصابات داعش وإرهابها ووقفوا كالجبال الشماء على مدى ستة أشهر من المقاومة برغم الحصار».
ورأى العامري أن «الاعتماد على قوات التحالف والاتحاد الأوروبي غير مجد في قضية تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش، لأن هذا التحالف فشل في إنهاء أزمة كوباني (عين العرب) السورية، فلا تنتظروا الوعود بل ثوروا يا أبناء ديالى ونينوى والأنبار كما فعل الجبور في الضلوعية».
وأضاف العامري أنه «زار الضلوعية وتجوّل مع أهلها في المناطق التي كان داعش يسيطر عليها»، مشيراً إلى أنه «يدافع عن السنّة والشيعة على حدّ سواء، وكل العشائر مطالبة بالتعاون بطريقة وطنية لتحرير المدن».
وأكد العامري أن «الإعلام صوّر تنظيم داعش على أنه قوة، وفي الحقيقة هو صورة كرتونية لا تصمد أمام أصحاب العقيدة».
من جهته، قال قائد عمليات دجلة إن البلدة «هي من الأهم التي يسيطر عليها داعش»، مضيفاً أنها تتمتع «ببعد إستراتيجي لكونها تقع على امتداد الطريق بين بلد وسامراء، وفيها مطار الضلوعية الذي يتحكم بعقدة مواصلات، وكان يشكل الثقل الرئيسي لمسلحي داعش بين بغداد وديالى وصلاح الدين».
(الأخبار، أ ف ب)