بالتزامن مع تواصل الاشتباكات في مختلف مناطق سوريا وتركّزها في محيط تفتناز العسكري في ادلب، أعرب الرئيس التركي، عبد الله غول، عن أهمية الدورين الروسي والإيراني في سوريا. في وقت جدّدت فيه واشنطن موقفها من النظام السوري ورئيسه.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أنّه «يجب على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل»، مشدّدة على أنّ «واشنطن لا ترى أيّ دور له في العملية الانتقالية، وهذا الموقف لم يتغيّر». وكشفت في تصريح لها عن «ترتيبات لعقد اجتماع جديد بين نائبي وزيري الخارجية الأميركي والروسي والمبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي منتصف الشهر الجاري بشأن سوريا»، موضحةً أنّ «هناك اجتماعاًَ آخر في بيروت لبحث موضوع اللاجئين السوريين».
من ناحيته، رأى الرئيس التركي، عبد الله غول، أنّ «روسيا لا بدّ أن يكون لها دور في المرحلة الانتقالية في سوريا، وأنّ ملاحظاتها لا بدّ أن تؤخذ بعين الاعتبار». وأشار إلى أنّ «تركيا تدعم مطالب الشعب السوري، لكنها تعتقد منذ البداية بضرورة إشراك روسيا وإيران في العملية الانتقالية، لتجنب إراقة المزيد من الدماء».
ميدانياً، واصل مقاتلو المعارضة هجماتهم في شمال سوريا، حيث يحاولون التقدم نحو مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب، ونحو مطار حلب الدولي.
وشنّ مقاتلون معارضون، صباح أمس، هجوماً جديداً على مطار تفتناز، بينما ردّت القوات النظامية بقصف على محيط المطار لإعاقة تقدم المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد مصدر عسكري داخل المطار، وكالة «فرانس برس»، عن استمرار المعارك في محيط المطار «منذ أكثر من 48 ساعة متواصلة». وأوضح أنّ التفجير الذي قام به المقاتلون «عن بعد على أحد أبواب المطار مكّنهم من التسلل إلى داخله».
وأشار إلى اشتباكات وقعت على الاثر بين المتسللين «وعناصر حماية المطار بدعم من سلاح الجو السوري وسلاح المدفعية»، وأنّ «عناصر الحماية نجحوا في صدّ الهجوم وقتل عدد كبير من المتسللين، وأجبرهم على التراجع إلى خارج المطار».
في حلب، أفاد المرصد عن اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي قرب مقر الكتيبة 80، المكلفة حماية المطار، التي يحاصرها المقاتلون المعارضون منذ أيام. كما أفاد المرصد عن مقتل ثمانية اشخاص، بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، من جراء قصف بالطائرات الحربية على بلدة حيان، في محافظة حلب.
في ريف دمشق، تعرّضت مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام ومحيطهما للقصف من القوات النظامية، التي استخدمت الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ، بحسب ما أفاد المرصد، الذي أشار إلى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لقوات النظام إلى داريا.
إلى ذلك، أفادت وكالة «سانا» بأنّ وحدة من القوات المسلحة تصدّت، أمس، لمجموعة «إرهابية حاولت الاعتداء على محطة محردة الحرارية في ريف حماه، وأوقعت عدداً منهم بين قتيل ومصاب». وأضافت إنّ الجيش قضى على أعداد كبيرة من المسلحين في معرة النعمان، وكفر ميد وسرمين بريف إدلب، ودمّر آلياتهم الثقيلة ومقارّهم.
وقالت وسائل إعلام سورية إن عشرات المسلحين قُتلوا في عمليات بالبَحدلية، والذيابية، والحسينية، وحرستا وزملكا وضواحي دوما.
في سياق آخر، أصيب مراسل قناة «روسيا اليوم» في دمشق، كامل صقر، أمس، بجروح طفيفة في اطلاق نار من قبل قنّاص. وكان المراسل يرافق جنود الجيش السوري أثناء اعداده تقريراً في داريا بالقرب من العاصمة دمشق. وقد تعرض موكبهم لاطلاق النار من قبل المسلحين في تلك المنطقة، بحسب ما أفادت القناة الروسية.
(أ ف ب، رويترز، سانا)