في سوق مزدحمة في سوريا يتّجه زوجان متأنقان إلى مراسل أجنبي لدسّ ورقة في يده. هذه هي طريقة الاستغاثة الصامتة في مواجهة خوف أصبح الصحافيون، الذين يزورون سوريا، معتادينه. في هذه الورقة شكوى من الفوضى التي أحدثتها الانتفاضة، وآمال بأن يهزم الرئيس السوري بشار الأسد «الإرهاب». قال الزوجان «كنّا نعيش في سلام وأمان إلى أن وصلت إلينا هذه الثورة اللعينة... ندعو الله أن يساعد النظام على محاربة الجيش السوري الحر والإرهاب.. نحن مع سيادة الرئيس بشار الأسد للأبد». ورغم أنّ البعض قد يظنّ أنّهما من جهاز الأمن الذي يريد أن يشوّه صورة مقاتلي المعارضة، فإنّ هذه المشاعر ليست نادرة في حلب.
وبينما تواصل القوات الحكومية القتال في أجزاء من المدينة، تتعالى الشكاوى في مناطق تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ ستة أشهر أو أكثر من افتقار مقاتلي المعارضة إلى النظام وقيام بعضهم بالسلب، وانعدام الأمن ومقومات الحياة.
وإدراكاً لهذه الريبة، شكّلت وحدات مقاتلي المعارضة هياكل للقيادة والحراسة كنواة لمؤسسات قد تدير يوماً البلاد بأكملها. لكن بالنسبة إلى من يخشون ما هو أسوأ في سوريا، فإنّ ما يظهر من دلائل في حلب على أن تلك المؤسسات الجديدة ليس لها أثر فعلي يذكر على فصائل المقاتلين المتناحرة لا ينبئ بخير.
ومن ناحية أخرى، تزداد العلاقات توتراً بين مقاتلي المعارضة وسكان حلب. وأقرّ بعض قادة مقاتلي المعارضة بوجود مشكلات داخل الجيش الحر. لكنهم ألقوا بالقدر الأكبر من اللوم على «العناصر الفاسدة» والانتهازيين، وقالوا إنّ خطوات تتخذ لوضع الأمور في نصابها.
أبو أحمد، الذي يرأس وحدة من 35 فرداً من لواء التوحيد، يقول: «هناك فساد كبير في كتائب الجيش السوري الحر... سرقة وقمع... لأنّ هناك متطفلين دخلوا هذا الجيش». ويرى أبو أحمد، الذي ينحدر من بلدة صغيرة على الحدود مع تركيا، أنّ أغلب سكان مدينة حلب غير متحمسين تجاه الانتفاضة السورية. ومضى يقول «ليس لديهم فكر ثوري»، كما قدّر نسبة التأييد للأسد في حلب بنحو 70 في المئة بين سكان المدينة. وأكّد أنّ «الجيش السوري الحر فقد الدعم الشعبي»، وأضاف أن لواء التوحيد يسعى الآن لتوفير خدمات مثل إعادة إمدادات الكهرباء ومواجهة نقص الخبز.
الملازم المنشق محمد طلاس، قائد «لواء صقور الشهباء» المؤلف من 500 رجل، يلقي باللوم على «بذور فاسدة» لا تخضع لأيّ تدقيق. «هناك ألوية تنهب الناس... أيّ شخص يمكن أن يحمل بندقية ويفعل ما يريد»، يضيف.
ومع استمرار الحرب، ورغم جهود بعض القادة لإحداث قدر من النظام، بدأ صبر سكان حلب على الجيش السوري الحر ينفد. قال أبو ماجد، (48 عاماً)، والذي كان يعمل في أحد مصانع النسيج في حلب، «لا يهمنا شكل النظام... نحتاج إلى الأمن والأمان». وحمّل مقاتلي المعارضة مسؤولية الحال المزرية التي صارت عليه المدينة. وقال «عدنا إلى العصر الحجري. لا بدّ أن يكون للجيش السوري الحر قيادة منظمة. في البداية احتشد الناس حولهم، والآن أصبحوا مستائين من الثوار».
وفي حين يقول كثير من سكان حلب إنّهم يريدون التخلص من النظام، فإنّ عجز المقاتلين عن تحقيق الأمن أو تحسين ظروف المعيشة في المدينة أفقدهم دعم السكان. بدوره، يروي الطيّار أبو مروان أنّ «صورة الجيش السوري الحرّ اهتزّت جداً». ومضى يقول «بعد أن اكتسب سمعة دولية باعتباره جيشاً يحارب من أجل الشعب السوري ومن أجل سوريا، سبّبت كلّ هذه الأمور وكلّ هؤلاء الأشخاص اختلاف النظرة إليه».
(رويترز)




خبراء في لندن لبحث خطط «ما بعد الأسد»

تستضيف لندن اجتماعاً دولياً للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «المحتوم». الاجتماع بدأ أمس ويمتدّ ليومين، ومن بين الوفود المشاركة خبراء متخصصون في الشؤون السورية وأكاديميون متخصصون في تحقيق الاستقرار بعد الصراعات وممثلون للمعارضة السورية.
وأشار وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، على حسابه الشخصي على «تويتر» إلى أنّ «رحيل الأسد عن سوريا بات محتوماً. من الضروري أن يخطّط المجتمع الدولي لليوم التالي (لرحيله) في سوريا». ومن غير المتوقع أن يشارك في المحادثات وزراء الخارجية، ولا رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب. كذلك لن يسمح للصحافيين بحضور الاجتماع.
(رويترز)

اللاجئون في «باب السلام» يعانون من البرد

فرّ قرابة تسعة آلاف سوري إلى مخيّم باب السلام قرب الحدود مع تركيا، هرباً من العنف في بلداتهم. وتجتاح موجة من الطقس البارد والأمطار الغزيرة المنطقة المحيطة بالمخيّم منذ أيام، ويواجه كثير من الأسر في المخيّم صعوبة في توفير سبل التدفئة وتجنّب إغراق المياه لخيامهم. ويوجد في بعض الخيام مدافئ تعمل بالحطب، لكن جمع حطبٍ كافٍ أمر صعب.
(رويترز)

... وإحسان أوغلو يدعو لمساعدتهم في الأردن

وجّه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، نداءً لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن. ودعا إحسان أوغلو، في بيان، الدول الأعضاء في المنظمة، والمنظمات غير الحكومية الإسلامية العاملة فيها في مجالات الإغاثة، وكافة منظمات المجتمع الدولي، إلى مسارعة مدّ يد العون إلى اللاجئين السوريين في الأردن بشكل عاجل، «في ظلّ الظروف المناخية الصعبة التي يمر بها اللاجئون السوريون هناك.
(الأخبار)