أفادت موسكو عن اجتماع قريب لمجلس الأمن، يجري التباحث فيه في الأزمة السورية ويناقش تقرير الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي عن جولته في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه حدّة القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا. وصرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأنّ اجتماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا سيعقد في نهاية الشهر الجاري في نيويورك، وذلك بموازاة التقرير الذي سيقدمه الإبراهيمي. وقال بوغدانوف: «نحن أيدنا فكرة عقد اللقاء الخماسي وربطه بتقرير الإبراهيمي، حيث سنطلع على مضمون التقرير واقتراحاته المحتملة. ونحن جاهزون لتأييد أيّ فكرة».
وتدرس الأمم المتحدة إمكانية إرسال قوة من المراقبين الدوليين إلى سوريا. وفي هذا السياق، أعلن بوغدانوف أنّه «ربما ظهرت ضرورة لإرسال قوة جدية موثوق بها من المراقبين إلى سوريا. وعلى ما أفهم أنا فإن أمانة الأمم المتحدة تبحث احتمالات مختلفة على مستوى الخبراء الذين يعدّونها». وبحسب قوله، فإنّ المسألة التي تخصّ الموعد وأبعاد وصلاحيات فريق المراقبة خاضعة للبحث. وقال: «كان ذلك حديث شراكة مع زملائنا الأميركيين. وإنهم قلقون أيضاً من سير الأحداث هناك. ولا يريدون تدهور الوضع، بل يريدون الوصول بأسرع وقت إلى تسوية سياسية للأزمة».
في سياق آخر، استقبل وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أول من أمس، في عمان، رئيس الائتلاف الوطني المعارض، معاذ الخطيب، وبحث معه «آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالوضع في سوريا»، على ما أفاد مصدر رسمي أردني. وأوضحت وكالة الأنباء الأردنية أنّ جودة «أكد أنّ المطلوب الآن هو حلّ سياسي، وتحقيق التوافق على خطة انتقالية للسلطة من شأنها انتقال الحكم بحيث تحفظ وحدة أراضي سوريا وشعبها وإنهاء العنف».
من ناحيته، أكد الخطيب «تقديره واحترامه للجهود التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني على جميع الصعد، وحكمته للوصول إلى حلّ سياسي يحقن دماء السوريين ويلبي طموحاتهم المشروعة».
في غضون ذلك، اجتمع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة يوم أمس. وقال رومبوي، عقب الاجتماع: «من المهم الآن أن يتعامل الائتلاف المعارض مع المبعوث الخاص المشترك (الأخضر) الإبراهيمي وفريقه».
ميدانياً، قتل ثمانية أطفال وخمس نساء «جراء غارة جوية نفّذها الطيران الحربي السوري على مدينة المعضمية جنوب غرب دمشق»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. بالمقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إنّ «إرهابيين من داريا أطلقوا قذيفة باتجاه المعضمية أصابت مبنى مدنياً»، ما أدى «إلى وقوع ضحايا بينهم أطفال ونساء». وأفاد المرصد عن غارة أخرى شنّها الطيران الحربي على منطقة العتيبة في ريف العاصمة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل.
وأفاد المرصد عن تعرض داريا لغارة جوية، متحدثاً عن «تفجير القوات النظامية منازل واقعة بين مدينة داريا ومطار المزة العسكري، في إطار حملتها المستمرة للسيطرة» على داريا.
وتعرّضت مناطق عديدة في محيط دمشق للقصف، تزامناً مع اشتباكات في محيط مبنى إدارة الدفاع الجوي في المليحة، بحسب المرصد.
في دمشق، قال المرصد إنّ القوات النظامية «تنفذ حملة دهم وتفتيش في حيّ ركن الدين» بعد تفجير فجر الاثنين أدى إلى مقتل رجل وإصابة ثلاثة آخرين. وذكرت «سانا» أنّ الانفجار وقع في «وكر اتخذه الإرهابيون معملاً لتصنيع العبوات الناسفة (...) ما أدى إلى مقتل ارهابي، وإصابة اثنين آخرين».
في حلب، قال المرصد إنّ مقاتلين من كتائب عدة «سيطروا على منطقة الدويرينة في ريف حلب» بعد اشتباكات وقعت أمس، وإنهم «يحاصرون القوات النظامية داخل مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والعصبية».
وفي محافظة إدلب، قصف الطيران الحربي مطار تفتناز العسكري الذي سيطر عليها مقاتلون معارضون يوم الجمعة، «ما أدى إلى تدمير جزء من مباني المطار وبعض الطائرات الحوامة غير الصالحة للاستعمال»، بحسب المرصد.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام حكومية تركية، أمس، إنّ قذيفة مورتر أطلقت من سوريا سقطت على حقل في تركيا قرب مخيّم للاجئين، يضم آلافاً من السوريين على الحدود. وأوضحت وكالة «أنباء الأناضول» أنّه لم تقع إصابات من جراء القذيفة، التي أحدثت فجوة قطرها نحو ثمانية أمتار وعمقها نحو 1.5 متر.
في موازاة ذلك، قال حلف شماليّ الأطلسي إنّ القوات المسلحة السورية أطلقت صاروخاً قصير المدى، ما يرفع عدد الصواريخ التي أطلقتها الشهر المنصرم إلى 20 صاروخاً. في سياق آخر، أعلنت المتحدثة باسم الحلف، وانا لونجيسكو، أنّ صواريخ الباتريوت التي نشرت في تركيا ستصبح جاهزة للعمل في مطلع شهر شباط، وربما قبل ذلك. وقالت إنّ العمل جارٍ لإيصال المعدات وتركيزها في جنوب تركيا منذ بداية السنة.
إلى ذلك، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات النظامية السورية باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية يتميّز بالعشوائية وعدم التمييز، في هجومين شنتهما في شمال غرب البلاد ووسطها، بحسب ما جاء في بيان أصدرته المنظمة أمس. وقال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة، ستيف غوس: «تقوم سوريا بتصعيد وتوسيع استخدامها للذخائر العنقودية، رغم الإدانة الدولية لاستخدامها هذا السلاح المحظور».
وأضافت المنظمة أنّ الهجمات هي «أول أمثلة معروفة على استخدام القوات السورية للذخائر العنقودية أرضية الإطلاق»، مشيرةً إلى أنّ هذه الذخائر صُنِّعت في مصر، ولا تتوافر معلومات عن كيفية حصول سوريا عليها أو توقيت ذلك.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)