ليس جديداً الكشف عن مشاعر البرودة التي يكنها الرئيس الاميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن توقيت تسريب محادثة تفضح هذا الأمر يكتسي أهمية خاصة كونه يأتي على عتبة الانتخابات الاسرائيلية. كما أنّها ليست المرّة الأولى التي يجد فيها نتنياهو نفسه محاصراً بموقف أميركي ينطوي على رغبة حقيقية باستبداله بزعيم آخر لاسرائيل، بعد سابقة عام 1996 الشهيرة، التي سجل فيها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون تدخلاً مباشراً لمصلحة منافس نتنياهو في حينه شمعون بيريز، عبر دعوته الناخب الاسرائيلي للتصويت الى جانب السلام.
وكشف الصحافي، جيفري غولدبيرغ، المقرب من الادارة الاميركية، أمس، أن الرئيس الاميركي قال في أحاديث مغلقة إن نتنياهو «يقود دولته في مسار تؤدي نهايته الى عزلة دولية تامة»، مضيفاً أن اسرائيل «لا تعرف ما هي مصالحها».
وعرض في مقالة له على موقع شبكة «بلومبيرغ» الاجواء التي كانت سائدة في الادارة من وراء الستار، طوال المسار الذي رافق الاعتراف بالدولة الفلسطينية والرد الاسرائيلي. وقال إن اوباما لم يكلف نفسه عناء الغضب بل عبَّر أمام عدد من الشخصيات عن موقف حاد جداً من سياسة نتنياهو بالقول «لقد تعودت من اسرائيل سياسة التدمير الذاتي»، واصفاً اياه بأنه «جبان سياسي» و«يرفض بقوة قيادة او استغلال رأس ماله السياسي (الداخلي) من أجل الدفع نحو التوصل الى تسوية سياسية».
واضاف غولدبيرغ، إذا تنكرت اسرائيل، الدولة الصغيرة والموجودة في منطقة معادية، لصديقتها السياسية الاقرب والاكثر استقراراً، فلن تبقى، وفي حال كانت ايران تشكل تهديداً لها في المدى القصير، الا ان افعال اسرائيل نفسها تشكل تهديداً لها على المدى البعيد.
من جهة ثانية، ذكرت الاذاعة العبرية أن نتنياهو يتعرض لانتقادات أميركية وأوروبية بسبب استمرار البناء في المستوطنات، ونقلت عن زعيم اوروبي رفيع المستوى انتقاده لنتنياهو وتأكيده على ضرورة دفع الولايات المتحدة لعب دور فعال بهدف طرح مبادرة سياسية لاستئناف محادثات السلام.
في غضون ذلك، علقت رئيس حزب «الحركة» تسيبي ليفني على مواقف الرئيس الاميركي من نتنياهو، ورأت أنها يجب أن تكون موجهة للاسرائيليين و«يجب أن توقظ كل اسرائيلي»، مشددة على أن اوباما أكد بشكل واضح أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يقود اسرائيل الى عزلة دولية خطيرة. وعرضت برنامجها السياسي لتجديد «العملية السياسية» بعد الانتخابات.