حذر رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، من اقتراب سيناريو الحرب الأهلية في العراق، في وقت استمرت فيه موجة العنف في العراق في استهداف المدنيين أمس وقتل نحو 32 شخصاً وإصابة 132 آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات في مناطق متفرقة من العراق. أعنف هذه الهجمات وقعت في بلدة الدجيل، حيث انفجرت سيارة مفخخة استهدفت حسينية ومديرية تربية البلدة، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 56 آخرين.
من جهة أخرى، قتلت القوات العراقية عشرة من عناصر تنظيم القاعدة في «عملية استباقيّة» عند المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، فيما اعتقلت سبعة آخرين. وقال المقدم محمد خلف شلال من قيادة عمليات الأنبار إن «عملية استباقية نوعية نفذتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة في أودية حوران ومكر الذيب والحسينية الواقعة بين القائم والرطبة منذ أول من أمس، أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر القاعدة».
من جهة أخرى، وفي تصعيد هو الأول من نوعه، حذرّ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني من أن سناريو الحرب الأهلية يقترب كثيراً اليوم في العراق، معتبراً أن ذلك ما يخشاه جداً لأنه سيخلّف الدمار والخراب للعراق. وقال البرزاني في بيان نشر على موقع حكومة إقليم كردستان على هامش لقائه بوفد إعلامي كويتي، إن «الكرد يريدون استقلال إقليم كردستان، ولكن من دون إراقة قطرة دم واحدة»، مؤكداً أن «ذلك لا يتم إلا بالحوار».
وهاجم البرزاني رئيس الوزراء نوري المالكي. ورأى أن «عقلية الاحتكام إلى الدبابة والطائرة ضد أبناء الشعب العراقي انتهت بزوال نظام صدام حسين، لكنها لا تزال موجودة عند المالكي». واعتبر البرزاني أن «معاملة الجيش العراقي للجنود الكرد هي معاملة سيئة»، مشيراً إلى أنه «بعد سقوط صدام حسين وحلّ الجيش العراقي، رفض الشيعة والسنة الانضمام وتشكيل الجيش العراقي فقدمنا لهم ثلاثة ألوية من البشمركة وأسّسنا الجيش، لكن الآن نحن غرباء في الجيش العراقي».
بدوره، حدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ست نقاط لتكون مطالب المتظاهرين والمعتصمين في بعض المحافظات العراقية موحّدة، مبيّناً أنه يُحمّل الجهة التي تخالف هذا التوجيه «جميع التبعات اللازمة». وذكر بيان لمكتب الصدر أن النقاط تتوزع بين المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء وتطبيق المادة 4 من قانون الإرهاب بعدالة وحيادية وضرورة تطبيق المختصين لقانون المساءلة والعدالة بعدالة وتحقيق الشراكة الفعلية والجدية والحقيقية، والسعي لخدمة الشعب لا لتثبيت الكراسي، أما النقطة السادسة فنصّت على دعم موقف المرجعية الدينية المطالب بتلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين».
إلى ذلك، أعلنت محافظة الأنبار إعادة فتح منافذ طريبيل والوليد وربيعة الحدودية مع الأردن وسوريا اعتباراً من صباح اليوم الجمعة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)