بوضوح تام تكلّم مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، عن موقف بلاده الداعم لسوريا ورئيسها، فيما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى دعم المعارضة، تزامناً مع تصاعد الاشتباكات الميدانية وتزايد عدد التفجيرات اليومية في مناطق سوريا.
وأكّد علي أكبر ولايتي، في مقابلة مع قناة «الميادين»، أنّ الرئيس السوري بشار الأسد هو خط أحمر بالنسبة إلى إيران، «دون اغفال حقوق الشعب في تعيين حكامه». وأضاف أنّ «السبب الأساسي لتركيزنا على سوريا هو منع سقوط خط المقاومة في وجه اسرائيل، لذلك دعمنا سوريا، ولكن نحن نؤمن بوجود إصلاحات في سوريا تعتمد على رأي الشعب، لكن دون اللجوء إلى العنف. بعض الدول الرجعية مثل قطر تزود الناس بالأسلحة، وتحضر المسلحين من الصومال وأفغانستان لإحداث مجازر في العسكريين والشعب، بهدف إطاحة الأسد، وهذا يؤكد وجود مؤامرة خارجية». وأضاف أنّ «بعض أصدقائنا من الأناس المتدينين، ينتمون إلى الجماعات الإسلامية في المنطقة، يرتكبون بعض الأخطاء، يعتقدون أنهم من طريق مساعدة أميركا وإسرائيل وقطر والقاعدة سيتمكنون من إطاحة بشار، وسيستطيعون تولية شخص مثل السيد مرسي». ولايتي رأى أنّه في الأشهر الأخيرة اختلف موقف تركيا والسعودية عن قطر «حيث إنهم تفهموا الواقع، وخاصة مع التصريح الأخير لوزير الخارجية السعودية الذي يقول إنّ الحل يجب أن يكون سياسياً». ورأى أنّ الحل في سوريا هو عبر المفاوضات، ودعا الدول التي لها علاقة بالملف السوري إلى أن تتفاوض فوق الطاولة دون دعم المسلحين.
من ناحيته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ثبات الموقف الروسي المبدئي المبني على حلّ الأزمة في سوريا عبر الحوار، وعلى أساس المبادئ التي نصّ عليها بيان جنيف.
وقال بوغدانوف، خلال لقائه وفد مجلس الشعب السوري، برئاسة رئيس لجنة الصحافة والطباعة والنشر، فائق الصائغ: «إنّ هجوماً قذراً يشنّ على سوريا في وسائل الإعلام، وخاصة الغربية، وخصوم سوريا يستغلون وسائل الإعلام المتطورة في هذه المعركة».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أنّ استمرار العنف في سوريا يتطلّب من المجتمع الدولي دعم المعارضة. وقال هيغ إنّ من الأفضل أن يحدث انتقال سياسي سلمي في سوريا، لأنّه سيكون أفضل سبيلاً للبلاد.
في سياق آخر، ذكرت قناة «روسيا اليوم» نقلاً عن «مصدر سوري مطلع» قوله إنّ السلطات السورية تتجه لإنشاء ما يمكن تسميته «جيش الدفاع الوطني»، كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهمات القتالية.
وأضاف المصدر أن الفصيل الجديد سيُشكَّل من عناصر مدنية، أدّت الخدمة العسكرية، مشيراً إلى أنّ مهمات «جيش الدفاع الوطني» ستقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، وسيتقاضوْن رواتب شهرية، وسيكون لهم زيّ موحد. وأفاد المصدر بأنّ العدد المرتقب لهذا الجيش سيقارب عشرة آلاف شاب.
ميدانياً، دارت معارك عنيفة بين مقاتلين أكراد واسلاميين معارضين في منطقة رأس العين الحدودية مع تركيا. وذكر ناشط معارض أنّ «عناصر من مجموعات مسلحة ترتبط بتنظيم جبهة النصرة اجتازوا الحدود على متن ثلاث دبابات، ودخلوا رأس العين أول من أمس». وأضاف أنّ «المقاتلين المعارضين لم يستخدموا الدبابات لمحاربة النظام، بل لقصف رأس العين».
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي السوري غارات جوية على مناطق في محيط دمشق، بينها عربين وداريا. وفي شمال البلاد، أفاد محافظ حلب، وحيد عقاد، بأنّ ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح 63 آخرون في «تفجير ارهابي» في حيّ المحافظة.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأنّ «صاروخ أرض - أرض أطلق على الحيّ من منطقة بستان القصر الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة». في المقابل، أفاد المرصد عن مقتل 12 شخصاً بالانفجار.
وذكرت وكالة «سانا» أنّ «تفجيرين إرهابيين انتحاريين بسيارتين مفخختين» هزّا مدينة درعا، ما أدى إلى «وقوع ضحايا وإصابات، أغلبهم من المصلين في جامع الحسين، إضافة إلى خسائر مادية».
في موازاة ذلك، قتل الصحافي الفرنسي، إيف دوباي (58 عاماً)، برصاص قناص في مدينة حلب ليل الخميس الجمعة، «إثر اصابته خلال اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي في ريف حلب»، بحسب ما أفاد المرصد. كذلك قتل مراسل قناة «الجزيرة» محمد الحوراني برصاص قناص تابع للقوات النظامية في محافظة درعا، خلال تغطيته لاشتباكات في بصرى الحرير، بحسب ما أفادت القناة.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)