يتوجّه وفد من المعارضة البحرينية الى موسكو اليوم، لعرض مطالب الشعب البحريني وسبل حلّ الأزمة، بناءً على دعوة الخارجية الروسية (عمل على ترتيبها منتدى الصداقة البحرينية الروسية)، ويتوقع أن يعود يوم الأحد؛ اليوم الذي أعلنه وزير العدل الشيخ خالد موعداً لبدء جولة جديدة من الحوار الوطني بمشاركة ثلاث جبهات: واحدة للمعارضة وثانية للموالاة وثالثة من مجلسي النواب والشيوخ اللذين يمثلان أيضاً السلطة؛ تركيبة المشاركين استدعت معارضة المعارضة التي لم تجد فيها تمثيلاً عادلاً، لذلك رفعت أمس رسالة الى وزير العدل للإجابة عن بعض الاستفسارات الهامة قبل المشاركة في أي حوار، بما أنها «لا تريد التورط في حوار طرشان جديد».
في البداية من زيارة موسكو. يتوجه إليها وفد مؤلف من الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان، والأمين العام لجمعية «المنبر التقدمي»، عبد النبي سلمان، وعباس فاضل عن «التجمع الوطني» وميرز سعيد عن «العمل الوطني» (وعد)، ويتوقع أن يلتقي الوفد خلالها جهات من وزارة الخارجية والحكومة، إضافة الى مجلس الدوما، بحسب ما أكّد لـ«الأخبار» عبد النبي سلمان.
وقال سلمان إن وزارة الخارجية الروسية وجّهت دعوة الى الجمعيات السياسية البحرينية «لأنّها تريد أن تسمع مطالب شعب البحرين». وأضاف إنّهم يحملون إلى روسيا مطالب الشعب بصفتها دولة مؤثرة، ويمكن أن تساهم في حل الأزمة ومساعدة شعب البحرين على نيل حقوقه. وتابع «لا يمكن تجاهل الدور الروسي. وصلنا الى الأميركيين، لكن لم نصل من قبل الى الاتحاد الروسي، لذلك كان لا بد من إيصال صوتنا إليهم»، مؤكّداً أنّ الأزمة تحتاج الى حلّ سياسي عاجل، ولم تعد تحتمل أي تأخير.
مع ذلك، رفض سلمان ربط دعوة موسكو بتطورات الأزمة السورية، وشدّد على أن المعارضة «ترفض أن تدوّل الأزمة البحرينية، وأن تخضع للمناورة الدولية»، مشيراً الى أن موسكو لديها مصالح حيوية في البحرين، ويهمها أن تستقرّ المملكة، من دون أن يستبعد في الوقت نفسه أن تكون الدول النافذة تعمل على حلّ الأزمة البحرينية ضمن «سلّة حلول» لملفات المنطقة، لكن «لا شأن للبحرينيين بذلك».
ويُنهي وفد المعارضة زيارته لوريثة الاتحاد السوفياتي يوم الأحد المقبل، أي اليوم الموعود لبدء الحوار، لذلك، لا شكّ في أن نتائج الزيارة ستنعكس على مشاركته في الحوار. وقال سلمان إن الأسماء المشاركة في الحوار لم تحدّد بعد، مضيفاً إنهم كجمعيات لديهم مآخذ على هذا الحوار، ورفعوا برسالة ثانية، أمس، طرحوا فيها مجموعة من الأسئلة على وزير العدل، لكن الأخير أرسل الدعوات الرسمية للحوار الوطني، من دون أن يردّ على الاستفسارات. وبناءً عليه، ورغم موافقة المعارضة مبدئياً على الحوار، لكن موقفها منه لم يتحدّد نهائياً، وينتظر ردّ وزير العدل «لأنها لا تريد أن تدخل في حوار طرشان كما حصل في الحوار السابق»، على حدّ تعبير سلمان.
وجدّد الأمين العام لـ«المنبر» عرض مآخذ المعارضة على دعوة الحوار، والتي نقلوها الى وزير العدل خلال اجتماعهم به أول من أمس. وقال إنهم اعترضوا على من وصفتهم الحكومة بالمستقلين (المشاركون من مجلسي النواب والشيوخ)، وفي الواقع هم ممثلون للحكومة»، مضيفاً «كما أن السلطة تريد أن تضعنا في مواجهة مع فريق الموالاة المؤلف من ائتلاف الجمعيات السياسية». وأشار الى أنهم طرحوا على وزير العدل أن يجتمع بكل من جمعيات المعارضة وجمعيات الائتلاف على حدة، وأن يكون شخص مسؤول ممثلاً في الحوار، كي يكون له مخارج نافذة.
وكان الشيخ علي سلمان، قد أعلن في مقابلة مع صحيفة «الوسط» أن الانطباع الأول من اللقاء مع وزير العدل هو «أن الحكومة ربما ستحاول فرض أجندتها في الحوار».
ويمثل في الحوار 8 شخصيات عن الجمعيات السياسية المعارضة، و8 شخصيات من ائتلاف الجمعيات السياسية (الموالاة)، و8 من مجلسي الشورى والنواب (4 من كل مجلس). واعتبر أن التمثيل الحالي داخل الحوار غير عادل «ما هو مطروح تمثيل المعارضة بـ 8 أشخاص مقابل 16 ممثلاً يعبرون عن وجهة نظر مؤيدة للوضع القائم».
وحول زيارة موسكو، قال الشيخ علي «لقد كان لقاء بالسفير الروسي في البحرين قبل 8 أشهر، وكان هناك أخيراً تصريح من مسؤول روسي بشأن التواصل مع المعارضة، وتسلّمنا دعوة لزيارة موسكو للقاء المسؤولين هناك، ونحن سنتوجه ضمن وفد يضمّ جمعيات معارضة أيضاً».