تنطلق اليوم أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي الثانية عشرة، في القاهرة، بعد انتهاء اجتماعات وزراء خارجية دول المنظمة واعدادهم لمسودة البيان الختامي التي ركزت على الأوضاع في سوريا ومالي وفلسطين إلى جانب عدد من القضايا الأخرى. وتجنبت مسودة البيان التطرق للأوضاع في مصر، البلد المضيف، أو الحديث عن التحول الديموقراطي الذي تشهده. وبخصوص الأزمة في مالي، أفاد مصدر دبلوماسي مطلع لوكالة الأناضول للأنباء بأن وزراء الخارجية طلبوا اعادة صياغة مسودة الفقرات المتعلقة بمالي. وهو ما أدى إلى الدعوة إلى اجتماع مسائي خاص بتعديل النقاط الخلافية في مسودة البيان الختامي ولا سيما في ما يتعلق بمالي.
وتتجنّب مسودة البيان الختامي التطرق إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي، مكتفيةً بالإعراب عن تأييد المنظمة للحفاظ على وحدة جمهورية مالي وسيادتها، وإدانة الأعمال التي ترتكبها الجماعات الإرهابية. كما نصت مسودة البيان على «وحدة مالي وسيادتها وسلامة أراضيها، فضلاً عن التنديد «بمحاولات الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وغيرها من الجماعات المسلحة التي تهدد سلامة أراضي هذا البلد».
وتعهدت مسودة البيان بتقديم الدعم لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الرامية إلى حل الأزمة في مالي. كما دعت المسودة جميع الدول الإسلامية إلى المساعدة في تخفيف معاناة الآلاف من اللاجئين والنازحين في مالي. وأدانت «الاعتداءات التي قامت بها الجماعات المسلحة هناك ضد المدنيين وتدمير المواقع التراثية خاصة في مدينة تمبكتو»، شمال مالي.
وفي الشأن الفلسطيني، تضمنت المسودة دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى إنجاح المصالحة. ودعت الدول الأعضاء إلى تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين والدعوة لعقد مؤتمر مانحين، لتمويل خطة إستراتيجية لتنمية القدس.
ودانت المسودة اسرائيل بشدة لاستمرارها في بناء جدار الفصل العنصري حول مدينة القدس وتقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل القرى الفلسطينية عن بعضها. كما تطرقت مسودة البيان إلى عدد من الأزمات في الدول الإسلامية وبينها البحرين، حيث ثمنت مبادرة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للحوار الوطني.
وفي ما يخص لبنان، أكدت المسودة على دعم لبنان لاستكمال تحرير جميع أراضيه، مدينة بشدة الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً.
على صعيد منفصل، طالبت المسودة بتفعيل «استراتيجية محاربة الاسلاموفوبيا» التي أعدتها المنظمة بداية العام الحالي، فضلاً عن مطالبتها الدول الاعضاء في المنظمة باحترام المواقع الدينية والاضرحة والرموز الدينية والعمل علي حمايتها من التدمير.
كذلك دعت الى وضع استراتيجية موحدة لحمل المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير فعالة للتصدي للأعمال التحريضية على التعصب والكراهية التي تفضي للعنف وازهاق الارواح.
وقبيل انطلاق أعمال القمة اليوم، أجرى الرئيس المصري محمد مرسي مباحثات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول المشاركة، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني محمود نجاد والرئيس التركي عبد الله غول. وأوضحت مصادر تركية أن المباحثات التي تمت بين مرسي وغول تطرقت إلى «العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا التي تناقشها القمة، وكذلك الأوضاع الحالية التي تعيشها المنطقة خاصة الوضع في سوريا وفلسطين».
وعقد مرسي جلسة مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولت آخر تطورات المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وبالتزامن، استضافت القاهرة اجتماعاً وزارياً للجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز برئاسة وزير خارجية إيران على أكبر صالحي، بصفتها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، تخلله تأكيد على دعم الفلسطينيين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)