رغم الآثار المتوقعة لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في العشرين من الشهر المقبل، على مسار تشكيل الحكومة الإسرائيلية، لكن الأبرز فيها أنّها تعبير عن توجه أميركي «مستعجل» يؤكّد على ضرورة تحريك العملية السياسية على المسار الفلسطيني.
وضمن هذا الإطار يندرج ما أدلى به نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني إيالون، عن أنّ الزيارة ستكون ذات جدوى ومغزى، مشيراً إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب حول إحداث تغيير في الواقع الحالي. إضافة إلى حديثه، بحسب ما نقلت صحيفة «معاريف»، عن عقد لقاء ثلاثي، يجمع اوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإشارته إلى إمكانية مشاركة الملك الأردني عبد الله الثاني في هذا اللقاء.
وأوضح أيالون أنّه سيتم بحث ثلاث قضايا مركزية، خلال الزيارة: الملف النووي الإيراني ومواجهة تداعيات سقوط نظام بشار الأسد والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. ولفت إلى أنّ عدم انتظار أوباما تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، يشير إلى توافق بين الطرفين الإسرائيلي والأميركي على ضرورة التحرك بشكل سريع.
في السياق نفسه، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أوروبي قوله إن الدول الأوروبية «فوجئت بالإعلان عن قرب زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل وفلسطين».
وليس بعيداً عن تمهيد الأرضية لتكتيك إسرائيلي جديد على المسار الفلسطيني، كشفت صحيفة «هآرتس» عن أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور، الذي سيتوجه الأسبوع المقبل مع مبعوث نتنياهو إسحاق مولخو إلى واشنطن تمهيداً لزيارة أوباما، انتقد بشدّة خلال محادثات مغلقة مشاريع البناء الجارية في المستوطنات، معتبراً أنها تلحق الضرر السياسي بإسرائيل وتجعلها تفقد دعم أعزّ صديقاتها الغربية. ولفتت «هآرتس» إلى أن مستشار الأمن القومي، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، بات يتبنى خطاً «أكثر اعتدالاً»، استناداً إلى التحليلات المهنية لقيادة الأمن القومي، التي يترأسها، ووزارة الخارجية والأجهزة الأمنية.
وأكدت هآرتس أنه تبلور لدى رئيس الوزراء ومستشاريه في الاسابيع الاخيرة تقويم للوضع مفاده أن الحكومة الجديدة التي ستنشأ ستتعرض لضغط دولي شديد في الموضوع الفلسطيني، وخصوصاً في ما يتعلق بالبناء في المستوطنات. وقد شبه نتنياهو الضغط الدولي المرتقب بـ«مطحنة اللحم».