المنامة ــ الأخبار شيّع البحرينيون خلال اليومين الماضيين، القتيلين، المتظاهر والشرطي، اللذين سقطا جراء اشتباكات الذكرى الثانية للانتفاضة، التي وقعت بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، فيما دعا الزعيم الديني العراقي مقتدى الصدر حكومة المنامة الى الإفراج عن المعتقلين السياسيين «والا كان له تصرف آخر» لم يحدده.
تأتي هذه التطورات فيما تتواصل جلسات الحوار الوطني، بحيث كان يتوقع أن تُعقد الجلسة الثالثة مساء أمس، هذا إن لم تؤد الاشتباكات المتواصلة الى تعطيلها. وسار الآلاف من المعارضين في تشييع الفتى حسين الجزيري ( 17 عاماً) في بلدة الدّيه غربي العاصمة المنامة، الذي قُتل برصاص «الشوزن» الانشطاري التابع لعناصر الشرطة، في يوم إحياء ذكرى انتفاضة «14 فبراير».
وفرضت وزارة الداخلية طوقاً أمنياً حول بلدة الدّيه، وأغلقت الشوارع المؤدية إليها. وأكدت جمعية «الوفاق» أن القوات الحكومية أقامت حواجز وأغلقت طرقاً في المنطقة لمنع الناس من المشاركة في التشييع. وأطلق المشيعون هتافات مناوئة للنظام، وطالبوا بالقصاص من القتلة، ومحاكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كذلك حاول المئات من المتظاهرين التوجه في مسيرات حاشدة إلى ميدان اللؤلؤة القريب من بلدة الدّيه، لكن القوات الأمنية منعتهم باستخدام القنابل الغازية والرصاص الانشطاري، فوقعت اشتباكات بين الطرفين.
وكانت النيابة البحرينية قد أعلنت أنها وضعت عنصرين في الشرطة قيد التوقيف الاحتياطي لضلوعهما في مقتل المتظاهر، فيما عادت وزارة الداخلية البحرينية وذكرت أنه جرى توقيف «أربعة ارهابيين بعد هجوم مسلح أدى الى جرح اربعة من رجال الشرطة بينهم ضابط».
وقالت «الوفاق»، في بيان لها، إن أكثر من 60 منطقة بحرينية شهدت مظاهر احتجاج، في الذكرى الثانية لانتفاضة، «قُمعت بمختلف الأسلحة وفرضت أجهزة النظام عليها حصاراً امنياً مشدداً، وصادرت حقوق المواطنين فيها وعرضتهم للبطش والإرهاب الرسمي».
ويوم أمس، شيّع مواطنون ورسميون الشرطي محمد عاصف، الذي سقط خلال الاشتباكات الليلية مع المتظاهرين فجر الجمعة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة ووزير العدل والشؤون الاسلامية والأوقاف، الشيخ خالد بن علي آل خليفة، تقدما الجنازة، اضافة الى «محافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة وعدد كبير من قيادات وضباط وافراد وزارة الداخلية ورجال الدين والنواب».
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري في العراق البحرينيين إلى الاستمرار في ثورتهم ضدّ الظلم، وقال «أدعو البحرينيين إلى الاستمرار في ثورتهم وجهادهم ضد الظلم حتى يأذن الله بالنصر المؤزر والتام والكامل»، متهماً الحكومة البحرينية «بأنها لم تستجب لأي مطلب من المطالب المحقة للمتظاهرين والثوار». وأوضح «عامان ولا يزال التدخل الأجنبي وآلته العسكرية جاثمين على ارض البحرين الحبيبة، إن ثورة البحرين ثورة مظلومة».
وطالب الحكومة البحرينية بالإفراج عن المعتقلين فوراً وبدون تأخير، مهدّداً باتخاذ تصرف آخر خلال الأيام المقبلة، «إذا لم تعمد الحكومة إلى ذلك». وتساءل الصدر «لماذا تكمم الأفواه وتسكت أصوات المعارضة، التي قد يريد بعضهم الإصلاح والحرية، أو يريد البعض الإسقاط والتغيير وما إلى ذلك». وأكد «أننا في العراق سوف نقف معهم لا مع عدوهم، وسنتظاهر من أجلهم حتى وإن منعنا من ذلك أو أراد الآخرون عدم نصرتهم»، لافتاً إلى أن «من واجبنا نصرة هذه الثورة، بل ونصرة جميع الثوار في مشارق الأرض ومغاربها ما دامت سلمية».