غزّة | قاربت فرصة الفلسطينيين الذهبية على الانتهاء، وذلك مع اقتراب نهاية الفترة المقررة لتحديث سجلات الناخبين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، في المراكز المنتشرة في كافة محافظات الوطن بالمدارس التابعة للحكومة ووكالة غوث تشغيل اللاجئين «الأونروا».
الأيام الثمانية الماضية، التي منحتها لجنة الانتخابات للمواطنين من أجل تحديث بياناتهم الانتخابية وجرى تمديدها، شهدت منافسة ساخنة بين حركتي «فتح» و«حماس» لحثّ مناصريهما على التوجه إلى مراكز التسجيل.
وتضمنت المنافسة اتهامات وانتقادات متبادلة؛ فقد اتهمت حركة «فتح» غريمتها الحاكمة في قطاع غزة «حماس»، بعرقلة عمل المناصرين الفتحاويين بحشد عدد أكبر من التابعين للحركة، عبر استدعاء بعض كوادرها للتحقيق، على خلفية نشاطهم في تحشيد المناصرين لتحديث بياناتهم.
جالت «الأخبار» على أهالي القطاع لتستطلع آراءهم في الانتخابات وممارسات «فتح» و«حماس» بهذا الشأن. «الصوت الأبيض ينفع في اليوم الأسود»، بهذه العبارة يعبّر محمد الأسطل الفتحاوي عن أهمية توجه المواطنين إلى مراكز التسجيل لتحديث بياناتهم، مؤكداً أنّ «الاستعداد الجيد يؤدي إلى النجاح بالنهاية».
ويشير الأسطل إلى أن «الصوت أمانة في أعناق المواطنين. لذلك، يجب على كل مواطن أن يتحمل أمانته، وخصوصاً أنها ستكون الحاسمة في تقرير مصير الوطن الذي عانى ويلات الانقسام».
ويوضح أن «حماس» تعي تماماً أهمية هذه الفترة، لذلك عملت جاهدة على تحديث بيانات كافة مناصريها، «وأعطتهم أوامر واضحة للتوجه إلى مراكز التسجيل من أجل إتمام ذلك، كي تستعد جيّداً ليوم الانتخابات الذي ستعمل جاهدة على تنفيذه فور علمها توقعها بالفوز».
ولا ينكر الكادر الحمساوي إبراهيم شبانة (33 عاماً) أهمية هذه الفترة، وخصوصاً أنها ستعكس رأي الشارع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. وتوقع أن تفوز حركته في تلك الانتخابات، «لأنها أعدت جيداً لذلك اليوم، فيما تقاعست الفصائل الفلسطينية الأخرى، ظناً منها أن شعبية حماس وفتح بدأت بالتراجع».
ويقول شبانة: «حماس وفتح هما المنافسان الأساسيان في أي انتخابات مقبلة، ولم تتراجع شعبيتهما، وكان ذلك واضحاً في كل من حفلي انطلاقتيهما، لكن صناديق الاقتراع ستكون هي الحاسمة».
أما الكاتب أكرم عطا الله، فيرى أن دعوة كلتا الحركتين أنصارهما لتحديث سجلات الناخبين ما هي إلا عمل إداري وإحصائي لا علاقة له بروح المصالحة، غير أنه في الوقت نفسه إشارة إيجابية من «حماس» للبدء في حوارات المصالحة. ويقول إن طمع الفصائل الفلسطينية في الربح وتخوفها من نتائج الانتخابات سيكونان عائقاً كبيراً أمام تحقيق المصالحة، مشيراً إلى أن الوضع الحالي هو أفضل لهم من أي تغيير مقبل.
ولا يختلف المحلل السياسي طلال عوكل مع عطا الله بالرأي، حيث يؤكّد أنّ تحديث سجل الناخبين هو جزء من العملية الانتخابية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنّ الانتخابات ستحصل. ويوضح أنّ ما يعطل المصالحة هو عدم وجود إرادة حقيقية أو ثقة بين المتناحرين.
رغم ذلك، سارع محمد حمادة (35 عاماً) إلى أقرب مركز لتحديث سجل الناخبين ما إن أعلن رئيس الانتخابات، ناصر حنا، افتتاح المراكز في القطاع، على أمل أن يكون صوته محركاً أساسياً في إنهاء الانقسام. ويقول: «نحن مطالبون كمواطنين أن نحافظ على وطننا.
هذه هي فرصتنا لتغير مؤشر البوصلة، كما حدث عام 2006، ولكن علينا أن نختار الأصلح». وسيمنح حمادة صوته للمستقلين لفقدانه الثقة في فتح وحماس، لأنهما لم يفلحا في توفير الأمن والأمان والغذاء لأطفاله.
لكن أشرف البنا (25 عاماً) لا يرى فائدة في إجراء انتخابات جديدة، وخصوصاً أن أياً من «فتح» و«حماس» لن تقبل بنتائجها، حسب اعتقاده، «وربما أدت إلى انقلاب جديد يُحسم للأقوى».