بعد استبعاد الخيارات البديلة، وتحت ضغط الوقت، لم يعد أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو، سوى الذهاب في الخيار الصعب عبر تشكيل حكومة ائتلافية بمشاركة «البيت اليهودي» و«يوجد مستقبل» ومن دون الكتل الحريدية.
هذا الاتجاه عبّرت عنه صحيفة «معاريف» التي تحدثت في صفحتها الاولى عن تحقيق تقدم في المفاوضات الائتلافية لتشكيل الحكومة، وامكانية توقيع اتفاق نهائي خلال أيام معدودة.
ولفتت الصحيفة الى ما عدّته مؤشراً على الاتجاه نحو اتفاق ائتلافي، بأن رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، وصف الاجتماع الذي عقده مع نتنياهو أول من أمس، بأنه «جيد وعملي»، فضلاً عن إبلاغ الأخير قادة حزب شاس بأنه سيشكل الحكومة من دونهم.
وكتعبير عن تواصل التحالف المتين بين الطرفين، نقلت «معاريف» عن مصادر «يوجد مستقبل» قولها إنه «في حال إبعاد بينيت عن الحكومة فإن «يوجد مستقبل لن يكون فيها أيضاً».
كذلك نقلت الصحيفة عن مصادر في «الليكود» أن لابيد حصل على «صورة الانتصار» التي كان يسعى إلى الحصول عليها، أي شعار حكومة «من دون الحريديم». ورداً على سيناريو ضم الحريديم بعد تشكيل الحكومة، هددت مصادر في «يوجد مستقبل» بالاستقالة من الائتلاف إن جرى ضمهم على حساب «البيت اليهودي».
في موازاة ذلك، يبدو أن الحريديم بدأوا الاستعداد العملي لبقائهم في المعارضة، وضمن هذا الإطار لفتت «معاريف» الى أن «شاس» تهدد رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، بمنعها من ترؤس المعارضة في حال عدم ضم الأحزاب الحريدية إلى الائتلاف الحكومي.
الى ذلك، ذكرت «هآرتس» أنه بالرغم من اللقاء «الإيجابي» بين نتنياهو مع بينيت، إلا أنّ مصادر في «البيت اليهودي» شددت على تمسك رئيسه بالتحالف مع لابيد، وهو ما قد يعكس تخوفاً من مناورة يلجأ اليها نتنياهو في اللحظات الأخيرة. وأضافت «هآرتس» أن هذا التحالف سيفرض على رئيس الحكومة الاستجابة لمطالب لابيد حول تشكيل حكومة من دون الحريديم. وكتعبير عن السخط الذي يسود بين الحريديم من مواقف التيار الديني الصهيوني، نقلت «هآرتس» أيضاً عن مصادر في «شاس» هجومها الشديد على قادة «البيت اليهودي» والاستيطان، والتلويح بالتصويت لمصلحة إخلاء البؤر الاستيطانية، وتجميد البناء الاستيطاني، ودعم العملية السياسية والتصويت أيضاً الى جانب تقليص موازنة المستوطنات، وهي مواقف تتعارض مع توجهات «البيت اليهودي» الذي يقع على يمين حزب الليكود.
رغم هذه الأجواء، لا تزال هناك العديد من المؤشرات المتعارضة في موضوع الاتصالات الائتلافية، إذ في الوقت الذي عبّر بينيت عن أمله بتشكيل الحكومة في وقت قريب، اعتبر لابيد، ان المسألة ما زالت بعيدة عن النهاية، لافتاً الى ان السياسة الإسرائيلية هي سياسة مفاجآت، رغم انه عاد وتمنى التوصل الى اتفاق يسمح بالمشاركة في الحكومة، لتحسين حياة مواطني اسرائيل.