مع وصول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى ختام جولته في المنطقة، أصبحت تصريحاته أكثر وضوحاً. ومن الدوحة، الداعمة الأساسية للمعارضة السورية المسلحة، تطرق كيري إلى «أنواع الأسلحة التي ستُنقل إلى سوريا وللجهة التي يجب أن تستعملها». الدوحة، أيضاً، تريد دعم المسلحين و«إعطاء فرص للمعارضة من أجل الانتصار على النظام». في وقت ستشهد فيه لندن غداً لقاءً روسياً ــ أميركياً جديداً بين نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ونظيره وليام بيرنز لبحث تطورات الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، إنّ الولايات المتحدة ملتزمة حرية الشعب السوري وتريد أن ترى المعارضة موحدة. وقال كيري: «قدمنا مساعدة مباشرة للمجلس العسكري ونؤيد من يدعم المعارضة السورية». وأكد: «إننا نقف مع المعارضة ضد رجل فقد شرعيته في سوريا». وأضاف: «إننا تطرقنا إلى أنواع الأسلحة التي ستنقل إلى سوريا وللجهة التي يجب أن تستعملها».
وأوضح أنّ «بيان جنيف هو الحل بالنسبة إلى المعارضة والنظام في سوريا ويمكن الروس والإيرانيين أن يدعموا ذلك»، مشدّداً على أن «الشعب السوري هو من يقرر مصير الرئيس السوري بشار الأسد، لا إيران». وأشار كيري إلى أن «هدف الرئيس الأميركي باراك أوباما هو مساعدة الحد ووقف دوامة العنف في سوريا»، لافتاً إلى أنّ «لدينا خيارات أخرى إذا لم تجرِ الاستفادة من الفرصة المتاحة الآن للحل في سوريا».
من ناحيته، رأى حمد بن جاسم «أنّ الرئيس السوري بشار الأسد اختار حلاً واحداً تدميرياً لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك من خلال استعمال الأسلحة الفتاكة وصواريخ السكود، وهذا الأمر لا يمكن القبول به»، مشيراً إلى «أنّ الدول العربية ستساعد أميركا والمجتمع الدولي من أجل الوصول إلى حلّ للأزمة السورية، والمجتمع الدولي لبدء تغيير موقفه من الأزمة في سوريا من خلال تقديم بعض المعدات والتجهيزات التي تساعد على إعطاء فرص للمعارضة السورية من أجل الانتصار على النظام». وتمنى لو تحقق هذا الدعم منذ بداية الأزمة، لافتاً إلى «أن الأسد هو الإرهابي الأول والأخير في سوريا». ولفت إلى «أنّ النظام السوري له طريقة خاصة بالتعامل مع المبادرات؛ فهو يأخذ وقته في درسها ومن بعدها تفسيرها ومن بعدها الرد عليها وأخيراً إفشالها، من أجل إطالة عمر الأزمة وبروز أحداث جديدة من انتصار ميداني أو تغيير في بلد معين، وهذا ما لن يحصل»، مشيراً إلى «أن الخلاف في بيان جنيف هو على بند نقل السلطة».
في موازاة ذلك، دعا الملك الأردني عبد الله الثاني النظام السوري إلى التحرك باتجاه «عملية انتقالية تشمل جميع الأطراف». ورأى، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس التركي عبد الله غول في أنقرة، أن هذه العملية هي وحدها الكفيلة بوقف النزاع الطائفي وتجنب تفكك سوريا.
بدوره، أشار الرئيس التركي إلى أنّ الطرفين تناولا التطورات الراهنة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة الأزمة السورية وموضوع اللاجئين السوريين في دول الجوار. وفي سياق آخر، أكد الملك الأردني أنه ناقش مع الرئيس التركي القضية الفلسطينية والجهود الثنائية الرامية إلى إيجاد حل عادل ودائم لها.
في سياق آخر، يبحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الأميركي وليام بيرنز خلال اللقاء المزمع عقده في لندن غداً الخميس، تطورات الأزمة السورية. وقال مصدر في الخارجية الروسية: «هناك اتفاق مبدئي لعقد هذا اللقاء». وأضاف: «سيشارك بوغدانوف يوم الخميس في اجتماع «أصدقاء اليمن»، وسيحضر الاجتماع وفد أميركي برئاسة بيرنز، وقد عبّر الجانب الأميركي عن اهتمامه بمثل هذا اللقاء».
من ناحية أخرى، وجّهت إسرائيل تحذيراً لمجلس الأمن الدولي بأنّها لا يمكن أن تظل «مكتوفة الأيدي» في الوقت الذي يمتد فيه الصراع المسلح في سوريا إلى خارج حدودها. ووجه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور شكوى الى مجلس الامن من سقوط قذائف مدفعية منطلقة من سورية على الاراضي الإسرائيلية. وأكد بروسور في رسالته انه «لا ينبغي أن ينتظر من إسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي وأرواح مواطنيها تتعرض للخطر من جراء الأفعال الطائشة للحكومة السورية»، مضيفاً ان إسرائيل «تحلت حتى الآن بأقصى درجات ضبط النفس.»
بدوره، تحدث السفير الروسي، فيتالي تشوركين، عن ظاهرة جديدة وخطيرة، هي «وجود جماعات مسلحة تنشط في منطقة الفصل بين الجولان». وأعلن تشوركين أنّ «هذا الأمر قد يقوّض تماماً شروط الحفاظ على الأمن بين سوريا وإسرائيل»، مؤكداً أن «قوات الامم المتحدة لحفظ السلام غير قادرة على التعامل مع الوضع الجديد».
إلى ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن «موقف الجامعة من الأزمة في سوريا، مع الحل السياسي، وليس لديها أي أفكار عن أي عمل عسكري في سوريا، ولم يسبق لها التحدث في هذا الموضوع بتاتاً». وأضاف أن «كل ما تفكر فيه الجامعة بالنسبة إلى الموضوع السوري هو الحلّ السياسي، حيث إن موقفها من الأزمة ثابت منذ ما يقرب من العامين». وفي السياق ذاته، أشار العربي إلى أنّ «هناك بارقة أمل في أن كلاً من النظام والائتلاف الوطني المعارض تقدم بمبادرة حول الحوار، ونرجو أن تغتنم هذه الفرصة».
من جهته، أقرّ مجلس الشعب السوري (البرلمان)، أمس، اتفاقية «خط التسهيل الانتمائي» (قرض) التي وقعت في العاصمة الإيرانية في كانون الثاني الماضي، بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني، وتتضمن الاتفاقية تسهيل الجانب الإيراني تمويل استيراد بضائع وسلع ذات منشأ إيراني، وتنفيذ مشروعات بقيمة مليار دولار أو ما يعادله من العملات الأجنبية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)