في موقف يؤكّد عزم الدول الغربية على زيادة المساعدة العسكرية للمعارضة السورية، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، أن بريطانيا ستزيد المساعدات لمقاتلي المعارضة السورية، بما في ذلك تقديم عربات مدرعة وتدريبات تشمل إرشادات بشأن كيفية تأمين المناطق التي تتم السيطرة عليها. وقال هيغ، أمام البرلمان، إن فرص التوصل إلى حلّ سياسي فوري للأزمة المستمرة منذ نحو عامين ضئيلة، وإن الدبلوماسية تستغرق وقتاً طويلاً. غير أنه قلّل من احتمال تدخل عسكري غربي. وأوضح أنّه «من وجهة نظرنا إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا واستمر الصراع، فإن علينا نحن وبقية الاتحاد الأوروبي أن نكون مستعدين للقيام بمزيد من التحركات، ويجب ألا نستبعد أي خيار لإنقاذ الأرواح».
في السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن دولاً كثيراً تدرب المعارضة السورية المسلحة، وذلك في مقابلة تلفزيونية. وأضاف: «من المهم أن يعدّل الرئيس الأسد مقاربته الحالية، وأن يقول له حلفاؤه: ينبغي الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي».
في هذا الوقت، كشف قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، الجنرال جيمس ماتيس، عن «وجود خطة صامتة بالتعاون مع دول المنطقة، للتدخل السريع في حال انهيار النظام السوري». وفي تصريحات له خلال عرضه لتقرير عن المنطقة أمام لجنة التسلح في مجلس الشيوخ الأميركي، قال ماتيز، أيضاً، «إنّه بالرغم من نقل الأسلحة الكيميائية إلى منشآت آمنة، إلا أن هناك قلقاً متزايداً من انخفاض تأمين تلك المنشآت بسبب الحرب الدائرة».
في غضون ذلك، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي، أمس، في مقر السفارة الروسية في لندن. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: «جرت في خلال المحادثات التفصيلية مناقشة مسألة الوقف الفوري لإراقة الدماء في سوريا، وبدء التسوية السياسية للأزمة». وأورد البيان أنّه «جرى التركيز على ضرورة الإطلاق العاجل لعملية المفاوضات السورية الداخلية بمشاركة كافة أطراف الصراع، وفقاً لأحكام بيان جنيف».
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن السبيل الوحيد لحقن الدماء في منطقة الشرق الأوسط هو حلّ الأزمة في سوريا بالطرق السياسية. وأعرب عن «قلق» بلاده من تصريحات الجانب الأميركي بشأن إمكانية تقديم المساعدات للمعارضة المسلحة. وأضاف أنّ «المعارضة السورية لم تعيّن حتى الآن، مفاوضين للحوار مع الحكومة السورية»، موضحاً أن «روسيا تتواصل بنشاط اتصالاتها على جميع المستويات بما فيها مستوى الرئيس».
في واشنطن، صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، بأنّ «الإدارة الأميركية تقدم المساعدة للمعارضة السورية للتوحد، والعمل نحو السعي إلى مزيد من الديموقراطية إلا أنها لن تقوم بتسليحهم في الوقت الحالي».
وفي إطار العمل على تعزيز القدرات العسكرية للمعارضة، ألقى رئيس «هيئة أركان الجيش السوري الحر»، سليم إدريس، كلمة أمام البرلمان الأوروبي، دعا فيها الدول الغربية إلى إمداد المعارضة بالأسلحة والذخيرة، مشيراً إلى أن المسلحين سيتمكنون من إطاحة النظام خلال شهر في حال حصولهم على المساعدات.
من ناحية أخرى، أعلن ممثل «هيئة التنسيق الوطنية» في المهجر، هيثم مناع، تشكيل تجمع جديد للمعارضة السورية تحت اسم «الحلف الديموقراطي المدني». وكشف أنّ أحد أقطابه التقى رئيس «الاتئلاف» المعارض أحمد معاذ الخطيب، في إطار الجهود الرامية إلى جمع الأطراف المؤيدة للحل السياسي.
وقال منّاع: «عقدنا اجتماعاً في باريس شاركت فيه عناصر أساسية من مؤتمر الإنقاذ الذي انعقد بدمشق في 23 أيلول 2012، وهيئة التنسيق، وتيار بناء الدولة ومنظمات هامة من المجتمع المدني». وأشار إلى أنّ «وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون كانت مؤيدة بوضوح لموضوع الحلّ العسكري بأموال عربية ومساعدة تركية».
في سياق آخر، أدان مجلس الأمن الدولي، أمس، احتجاز عشرين جندياً من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة على أيدي مقاتلين معارضين قرب مرتفعات الجولان المحتل، وطالب بإطلاق سراحهم على الفور.
إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال. وصرح المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، بأنّه «بعد فرار مليون شخص ونزوح الملايين داخلياً، واستمرار عبور الآلاف للحدود، تتجه سوريا نحو كارثة كاملة».
ميدانياً، دوّت انفجارات في حيّ جوبر بدمشق، في وقت تجدد فيه القصف على مناطق في القابون والحجر الأسود وفي حرستا بريفها. كذلك تعرضت أحياء في حمص لقصف من الطيران الحربي بالتزامن مع اشتباكات على أطرافها، إضافة إلى تعرض مناطق في مدينة الرقة للقصف.
في حمص، أفادت «لجان التنسيق المحلية» بأنّ «أحياء في حمص القديمة تعرضت للقصف من الطائرات المروحية، فيما تعرض حيّ الخالدية للقصف من طائرة حربية وراجمات الصواريخ».
وفي الرقة، التي أعلنت المعارضة أنها سيطرت عليها بشكل شبه كامل، تعرضت لقصف بالطائرات الحربية، وترافق مع اشتباكات عنيفة في محيط فرع الأمن العسكري». وأشارت مواقع معارضة إلى أنّ «20 شهيداً وعدداً من الجرحى سقطوا جراء قصف للطيران الحربي استهدف حي البيطارة». إلى ذلك، ذكرت «سانا» أن الجهات المختصة تمكنت من اكتشاف أجهزة تجسس إسرائيلية في إحدى نقاط الشاطئ السوري. وذكر مصدر مسؤول للوكالة أنه بعد الكشف عن الأجهزة تبين أن من ضمن وظائفها التنصت والتصوير والتسجيل وإرسال المعلومات.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)