تنظيم القاعدة يرابط في الجولان، وعلى بعد أمتار من الجنود الاسرائيليين، ويراقب تحركاتهم ودورياتهم. هذا ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية أمس، وأكدته مصادر عسكرية إسرائيلية، إضافة الى مقاطع فيديو بُثّت أخيراً على الإنترنت.
موقف إسرائيل حذر، لكنه لا يسعى الى المواجهة، بل «لإيجاد قواعد لعبة جديدة» مع المعارضة المسلحة السورية.
بثّت القناة العاشرة في التلفزيون العبري أمس شريطاً مصوراً لعناصر من تنظيم القاعدة في سوريا، موجودين على بعد أمتار معدودة من السياج الحدودي في الجولان، وبالقرب من الجنود الاسرائيليين المرابطين على الحدود.
وبحسب مراسل القناة للشؤون العسكرية، أور هيلر، فإن هذه العناصر تعمل على رصد تحركات الجيش الاسرائيلي ودورياته في المنطقة، إلا أنه أكد أن «جهود هذه العناصر تتركز حالياً على احتلال كل القرى الواقعة داخل المنطقة العازلة الواقعة على طول الحدود مع سوريا». مصادر في الجيش الاسرائيلي أكدت، بدورها، وجود هذه العناصر في الجانب السوري من الحدود، لكنها شددت على أن «وجودها لا يُعدّ خرقاً للاتفاقات الموقعة مع سوريا، لكونهم غير تابعين للجيش السوري النظامي».
المصادر أكدت أيضاً أنه «لا يوجد أوامر بإطلاق النار باتجاههم»، مشددة على «أهمية إقامة السياج الأمني الجديد على الحدود، الذي من شأنه أن يحول دون اختراقه والدخول الى الأراضي الاسرائيلية».
ونقلاً عن مصادر عسكرية، أشارت القناة الى أن «التقديرات السائدة في الجيش الاسرائيلي تشير الى أن المنظمات المسلحة تسعى الى السيطرة على سوريا، وإقامة دولة الخلافة (الاسلامية)، الامر الذي يتطلب بحسب تقديراتنا عاماً على الاقل، وربما في أعقاب ذلك يمكنها البدء بالانشغال بإسرائيل».
ودرءاً للخطر المقدّر في المستقبل، أشار المراسل الى أن «أصواتاً كثيرة في المؤسسة الأمنية تدعو إلى البحث عن جهات معتدلة من بين التنظيمات المسلحة، في محاولة للتحاور معها بشأن قواعد لعبة في الجولان، تحول دون تحول هذه المنطقة الى منطقة انطلاق لتنفيذ عمليات أو إطلاق صواريخ نحو الجبهة الداخلية في اسرائيل».
بدورها، أشارت القناة السابعة الاسرائيلية الى أن عناصر تنظيم القاعدة موجودون بالفعل في الجانب السوري من الحدود مع اسرائيل، حيث «ترابط مجموعات منهم هناك، وتقوم بتحركات عسكرية من شأنها أن تضر بأمن اسرائيل»، مضيفة أن «شريطاً مصوراً أظهر أنهم يراقبون تحركات الجيش على الحدود، ويرصدون طائرات سلاح الجو الاسرائيلي». كذلك يشير الشريط الى أنهم «يملكون بالفعل صواريخ مضادة للدروع، قالوا إنها مجهزة لمواجهة الدبابات الاسرائيلية».
وكانت صحيفة «معاريف» قد أشارت الى معلومات تفيد بأن المعارضة المسلحة في سوريا، وتحديداً «جهات تكن عداءً لاسرائيل»، قد استولت أخيراً على قاعدة تحوي صواريخ متطورة، و«تنوي توجيهها الى الاراضي الاسرائيلية، بعد سقوط النظام في سوريا».
يُشار الى أن نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، كان قد أكد في السابق أن استيلاء تنظيمات تابعة للجهاد العالمي في سوريا (تنظيم القاعدة) على صواريخ سكود متطورة «لا يشكل تهديداً لإسرائيل»، في حين رفض رئيس الشعبة السياسية _ الأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، الجنرال عاموس غلعاد، التحدث عن اتصالات تجري بين تل أبيب والمعارضة المسلحة السورية، مؤكداً «وجوب التصرف بذكاء، من خلال اعتماد نهج بعيد عن الأضواء، لأن من غير المفيد لنا أو للمعارضة (السورية)، الحديث عن وجود أو عدم وجود مثل هذه الاتصالات».