أعلنت حكومة اقليم كردستان العراق استقلالها الاقتصادي عن الحكومة المركزية العراقية، فيما استمرت المحافظات العراقية في التظاهر في جمعة «الفرصة الأخيرة»، حيث سقط قتيلان في الموصل. وأكد نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي، محسن السعدون، أن المادة 112 من الدستور اعطت الصلاحية إلى اقليم كردستان لادارة ملفه النفطي، وهو سينفذ هذه المادة من خلال عدم الالتزام بتصدير النفط. وقال السعدون إن الموازنة العامة وضعت بنوداً عقابية ضد اقليم كردستان، موضحاً أن التصويت على الموازنة العراقية تم من دون الاخذ بمبدأ التوافق الوطني المعمول به في العملية السياسية. بدورها، أكدت عضو ائتلاف الكتل الكردستانية، اشواق الجاف، أمس، أن التصويت على الموازنة الاتحادية وفقاً للغالبية يعد سابقة خطيرة وقفز على الشركاء. ونبهت، في تصريح لموقع «البغدادية نيوز»، إلى أن «عدم الايفاء بمستحقات الشركات النفطية الاجنبية العاملة، التي تبلغ وفقاً للوثائق والمستندات 5،3 ترليون دينار تقريباً، سيؤدي إلى التوقف عن انتاج النفط في كردستان وبالتالي عدم تزويد الحكومة المركزية بعائدات النفط من الاقليم، ما سيضر بالاقتصاد العراقي» حسب قولها. من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الخماسية، الممثلة لمختلف القوى السياسية العراقية عن وضع اللمسات الأخيرة على تعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث. وقالت إنها مستمرة في حواراتها الجادة لإيجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية وقانون العفو العام.
وذكر بيان، نقله المكتب الاعلامي لرئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري، أن «اللجنة الخماسية اجتمعت مساء أمس في مكتب الجعفري، بحضور جميع الاعضاء ورئيس لجنة المساءلة والعدالة قيس الشذر. وتابع «اتفق المجتمعون على ضرورة تفعيل ملف التوازن الوطني في المؤسسات على أساس الكفاءة، وتنفيذ ما توصلت إليه اللجنة الوزارية المشكلة لهذا الصدد»، مؤكدين «أهمية استمرارية الحوارات؛ لايجاد صيغة توافقية لملفي المحكمة الجنائية المركزية، وقانون العفو العام». إلى ذلك، شهدت المحافظات العراقية أمس تجدد الاحتجاجات واقامة صلوات لتأكيد مطالبها من الحكومة وخرج عشرات الآلاف في تظاهرات حاشدة أطلق عليها «جمعة الفرصة الأخيرة». وتقدم المتظاهرون مئات من علماء الدين وزعماء العشائر بعد أداء صلاة الجمعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى وسط إجراءات أمن مشددة، وانتشار كثيف لقوات الجيش. وقال خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ عبد الرزاق غضيب إن «هذه الجمعة سميت بالفرصة الاخيرة ليس لقطع الحوار وانما هي فرصة لرئيس الوزراء نوري المالكي لأن يراجع نفسه ويكف عن ظلمه».
وشهدت تظاهرات امس تطوراً خطيراً بمقتل متظاهرين وإصابة 6 آخرين في ساحة الأحرار وسط الموصل برصاص الشرطة. وفي أول رد فعل على مقتل المتظاهرين، أعلن وزير الزراعة العراقي، عز الدين الدولة، استقالته احتجاجاً. وقال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك إن الوزير المنتمي الى قائمة «العراقية» كان قد «طرح موضوع استقالته منذ فترة، واليوم، صعد حدث قتل متظاهر من الموضوع، فأعلنها».
(الأخبار)