بغض النظر عما اذا كانت الخلافات التي استجدت في الساعات الماضية، حول الجهة التي ستتولى حقيبة التعليم، تعتبر عقبة حقيقية ام انها مناورة اللحظات الاخيرة؟، لم يعد امام مفاوضي قائمتي «الليكود بيتنا» و«يش عتيد/ يوجد مستقبل» مساحة زمنية تسمح لهم بالذهاب بعيداً في مواقفهم تحت ضغط الوقت المسلط على رقاب جميع الاطراف، وينتهي مساء السبت المقبل.
الامر المفروغ منه أن نتنياهو سيشكل حكومته الثالثة، وخصوصاً أن تراجع لابيد عن موافقته على عدد وزراء الحكومة، قد لا يكون سوى جزء من اوراق الضغط التي تهدف الى انتزاع تنازل من نتنياهو عن حقيبة التعليم أو من أجل تسجيل صورة نصر اضافية في اللحظات الاخيرة من المفاوضات.
ضمن هذا الإطار، كشفت صحيفة «معاريف» عن أن إصرار حزب «الليكود» على حقيبة التعليم يعود الى ضغوط كبيرة تمارسها الاحزاب الحريدية، من اجل ابقاء الحقيبة ضمن حصتها، والسماح لجدعون ساعر بالاستمرار بتوليها. في المقابل تؤكد مصادر مطلعة أن «الليكود» ايضاً معني بالاحتفاظ بهذه الحقيبة كونها تسيطر على اجزاء هامة من موازنة المعاهد الدينية الحريدية، والتي تخشى من تقليصها في حال انتقالها الى حزب لابيد.
بموازاة ذلك، توافق قادة القوائم المشكلة للحكومة المقبلة، نتنياهو، ليبرمان، لابيد وبينيت، على تفاهمات تنص على أن كل من يتهرب من الخدمة العسكرية أو المدنية، سيفقد العديد من الامتيازات المالية، وقد يمنع من الخروج من البلاد. كما توقعت مصادر مطلعة تضرر المعاهد الدينية الحريدية، التي يتضح انها تشجع على التهرب من الخدمة. ونتيجة قساوة هذه الاجراءات من المتوقع ان تبادر الاحزاب الحريدية، فور الاعلان عن تلك التفاهمات بشكل رسمي الى خطوات احتجاجية شديدة.
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة «هآرتس» ان لابيد تحول الى شريك اساسي في الحكومة المقبلة، وسيكون له تأثير على سياسات المجلس الوزاري المصغر تجاه ايران. ولفتت الصحيفة الى أن انتخاب لابيد اتى بهدف التخفيف عن الطبقة الوسطى، لا ليدفع الشرق الاوسط نحو حرب اقليمية، ومزيد من التدهور، فضلاً عن أن لابيد لا يبدو أنه سيؤيد هجوم مدبر قبل استنفاد الخيارات البديلة.