يوماً بعد آخر، تتكشف أرقام الحرب الأميركية على العراق، آخر الأرقام قدمها معهد «واتسون» للدراسات الدولية بجامعة براون الأميركية، مشيراً إلى أن تكلفة حرب العراق قد تصل قيمتها إلى نحو أربعة تريليونات دولار.وذكرت الدراسة، التي حملت عنوان «تكاليف مشروع الحرب»، أن تكلفة الحرب الأميركية في العراق بلغت 1.7 تريليون دولار، إضافة إلى 490 مليار دولار تمثل مستحقات قدامى المحاربين، وهي نفقات قد تنمو إلى أكثر من ستة تريليونات دولار خلال العقود الأربعة المقبلة بعد حساب الفائدة.وقالت الدراسة، التي شارك في إعدادها نحو ثلاثين أكاديمياً وخبيراً، ونشرت بالتزامن مع الذكرى العاشرة لغزو العراق، إن الحرب أفضت إلى مقتل نحو 134 ألف مدني عراقي، وربما أسهمت في مقتل أربعة أمثال هذا الرقم. وأضافت إنه مع إدراج أعداد القتلى في صفوف قوات الأمن والمسلحين والصحافيين وعمال الإغاثة، سيرتفع إجمالي ضحايا الحرب إلى ما بين 176 ألفاً و189 ألفاً.
وتعد الدراسة بمثابة تحديث لتقرير أعدّه معهد «واتسون» عام 2011 قبل الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول، ووضع تقديرات للخسائر المادية والبشرية للحروب التي تلت الهجمات في أفغانستان وباكستان والعراق.
وذكرت الدراسة، التي أعدها المعهد عام 2011، أن إجمالي تكلفة الحروب يصل إلى 3.7 تريليونات دولار على الأقل، وذلك بناءً على النفقات الفعلية المعلنة من قبل وزارة الخزانة الأميركية، بالإضافة إلى الالتزامات المستقبلية المترتبة على الحروب مثل المستحقات الطبية وتعويضات المعاقين من قدامى المحاربين. كما ارتفع تقدير عدد الضحايا في الحروب الثلاثة مما يتراوح بين 224 ألفاً و258 ألفاً، إلى ما يتراوح بين 272 ألفاً و 329 ألفاً، وذلك في غضون عامين.
واستثنت الأرقام الجديدة حالات الوفاة التي حدثت بشكل غير مباشر بسبب أمور مثل الهجرة الجماعية للأطباء والبنية التحتية المتهالكة. كما استثنت الدراسة تريليونات الدولارات من الفائدة التي قد تدفعها الولايات المتحدة خلال السنوات الأربعين المقبلة. ويشير التقرير إلى أن فوائد تكاليف حرب العراق قد تصل إلى نحو أربعة تريليونات دولار خلال هذه الفترة.
كما يبحث التقرير الأعباء التي وقعت على عاتق قدامى المحاربين وأسرهم، حيث يظهر وجود تكاليف اجتماعية ضخمة، بالإضافة إلى زيادة في حجم الإنفاق على قدامى المحاربين. وكانت دراسة 2011 قد خلصت الى أن مستحقات العلاج للمصابين والمعاقين من قدامى المحاربين بعد 10 سنوات من الحرب بلغت إجمالاً 33 مليار دولار. وبعد عامين، ارتفع هذا الرقم إلى 134.7 مليار دولار.
وأدرج التقرير ما حققته الولايات المتحدة من مكاسب قليلة من الحرب، في الوقت الذي أعرب فيه العراق عن صدمته. كما ساعدت الحرب في تعزيز نشاط المسلحين الإسلاميين المتشددين في المنطقة، وانتكاسة حقوق المرأة وتراجع نظام الرعاية الصحية الذي يعاني بالفعل من عثرات.
كما أن جهود الإعمار التي وصل الإنفاق عليها الى 212 مليار دولار لم تثمر على نحو كبير بعد توجيه الكثير من الأموال إلى الإنفاق على الأمن وإهدار الكثير منها أو التلاعب بها.
(الأخبار)