برغم قرار رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، تساحي هنغبي، منع تسريب أي معلومات من جلسة أخيرة، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئيس «الاستخبارات العسكرية»، اللواء هرتسي هليفي، حذر من أنه «رغم مساعي حماس إلى الحفاظ على التهدئة، فإن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة قد يصل إلى حد الانفجار في وجه إسرائيل».كذلك اقتبس هليفي عن تقرير الأمم المتحدة الصادر أخيراً، ويتوقّع انهيار القطاع اقتصادياً وتحوّل غزة إلى مكان لا يصلح للعيش فيه خلال أربعة أعوام، وتحديداً ما يتعلق بأسبابه، وهو الحصار الإسرائيلي، وفقاً لذلك التقرير.
ونقلت «هآرتس» عن هليفي (استناداً إلى خمسة أعضاء كنيست شاركوا في الجلسة) أن «حماس تبذل اليوم كل ما باستطاعتها لوقف التصعيد مع إسرائيل في القطاع، وتعمل كعامل كابح في مقابل المنظمات الأخرى في غزة».
أيضا، فإنه اقتبس عما ورد في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، عارضاً أمام جلسة المجلس الوزاري المصغر، أنه «من دون عملية سياسية فإن العنف في الضفة الغربية سيتسع».
غزة إلى انفجار و3 سيناريوات في الضفة وإيران أمام تحدٍّ داخلي

هليفي شدد أيضاً على أن الخطوات الاقتصادية ستساعد في استقرار الوضع في الضفة، وذلك مثلاً بزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، باعتبارها إحدى الخطوات الكفيلة بتفادي مزيد من التصعيد.
وأشار، في السياق، إلى أن التعاون الأمني مع الأجهزة الفلسطينية لا يزال قوياً ويجب المحافظة عليه. كذلك تناول مسألة انهيار السلطة بالقول إن خطوة كهذه لن تنتج من مبادرة فلسطينية، وإنما قد يحدث ذلك في المستقبل نتيجة غياب الرئيس محمود عباس عن الحلبة السياسية.
وكان تساحي هنغبي قد دعا إلى حضور جلسة تقدير يقدمها رئيس «شعبة الاستخبارات العسكرية» (أمان)، في أول ظهور له أمام اللجنة منذ توليه منصبه. على أن يجري تناول قضايا المنطقة، مشدداً على ضرورة منع تسريب أي معلومات مما سيرد خلالها.
في سياق متصل، كانت صحيفة «معاريف» قد ذكرت أن محافل أمنية إسرائيلية تقدر أن موجة العمليات مقبلة على تصعيد قريب ما لم يجر السير قدماً في حل سياسي، في موازاة النشاط العسكري، وأن هناك حالة من اللايقين في المؤسسة الأمنية إزاء العمليات التي ستتسم بها الموجة المقبلة إذا شهدت تصعيداً.
مع ذلك، طرحت تلك المحافل ثلاثة سيناريوات مركزية محتملة: الأول، انجراف جوهري للجمهور الفلسطيني وراء النوع الحالي من «الاحتجاج الشعبي». وفي هذه الحالة، سينضم المزيد من الشرائح السكانية إلى التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها الشوارع، بصورة تجعل من الصعب استيعابها، على أن ينضم المزيد من الشبان إلى موجة السكاكين والعمليات.
السيناريو الثاني يُعنى بتصعيد يتضمن انضمام «مسلحي التنظيم» التابع لحركة «فتح» إلى العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينيون، الأمر الذي سيؤدي إلى عمليات مسلحة أكثر فتكاً مع خسائر أكبر، فضلاً عن التسبب في مزيد من الإرباك للحركة على الطرقات في منطقة الضفة. وهذا السيناريو في الأجهزة الأمنية «سيناريو الرعب».
السيناريو الثالث، الذي تراه المؤسسة الأمنية حاسماً أيضاً، هو تضرر التنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، بصورة جوهرية.
ووفق تقديرات الأجهزة يمكن أن يتحقق التدهور الأمني نتيجة ثلاثة أسباب رئيسية: اليأس المتزايد في الشوارع، والإحباط في القيادة، وإمكانية صدور موقف دراماتيكي من جانب «أبو مازن» بخصوص مكانته ومستقبله.
أما بشأن إيران، فقال هليفي إن «السؤال المركزي حول الوضع في إيران، هو كيف يمكن القيادة الإيرانية أن تنصت إلى حاجات الجمهور في السنوات العشر المقبلة»، مضيفاً: «أحد المعايير التي ستشير إلى ذلك، هو الانتخابات البرلمانية التي ستجري في إيران نهاية الأسبوع الجاري». وتابع: «التقدير أنه خلال السنوات المقبلة ستنفذ إيران الاتفاق النووي وستعمل على عدم خرقه... على الأقل أجزاء من الأرباح الاقتصادية ستصل إلى حماس وحزب الله».