حطّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري فجأة في العراق أمس، ليوجه انتقادات إلى السلطات العراقية لسماحها بمرور رحلات إيرانية في أجواء العراق في طريقها إلى سوريا، معتبراً أن هذه الرحلات تساعد «الرئيس بشار الاسد ونظامه على الصمود». وقال كيري، بعيد لقائه رئيس الحكومة نوري المالكي في الزيارة الأولى التي يقوم بها كيري للعراق منذ تسلمه منصبه، «لقد أوضحت بصورة جيدة لرئيس الوزراء أن الرحلات التي تمر عبر العراق من إيران هي في الحقيقة تساعد الرئيس بشار ونظامه على الصمود»، مشدداً على أنه أبلغ المالكي «أن أي شيء يدعم الرئيس الاسد، يطرح مشاكل».
وتابع «أوضحت كذلك أن هناك الكثير من أعضاء الكونغرس والناس في أميركا يراقبون ما يفعله العراق». وقال «أملي أن نحرز بعض التقدم في هذا الموضوع».
وأشار كيري إلى أن «وجهات النظر كانت متقاربة حول ضرورة إيجاد حل سياسي للأوضاع في سوريا لتجنيب شعبها المزيد من المآسي»، موضحاً أن «الجانبين أبديا قلقهما من تطور الاحداث هناك وضرورة العمل لتطويقها».
وقال كيري لدى لقائه المالكي إن «ما تحقق شيء جيد، ومن الجيد رؤيتك مرة أخرى»، مضيفاً «لاحظت أن الامور أهدأ مما كانت عليه في المرة الاخيرة التي كنت فيها هنا»، في إشارة إلى ما كان عليه العراق خلال آخر زيارة لكيري عام 2006.
من جهته، أوضح المالكي لكيري «وجود ترابط كبير بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة»، مضيفاً بحسب ما نقل عنه بيان لمكتبه أن «أي دولة لا تستطيع عزل نفسها عمّا يدور حولها نتيجة تداخل مشاكل المنطقة وتأثيراتها المتبادلة».
وذكر بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء أنه «جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات وزيادة التعاون في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقّعة من قبل البلدين، إضافة إلى بحث معمق لقضايا المنطقة والأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب». وأكد المالكي دعمه «لاعتماد الحوار والدستور كأساس لحل كافة المشاكل الداخلية، مبيناً وجود ترابط كبير بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة».
من جهة أخرى، أعلن عضو اللجنة التنسيقية لساحة الاعتصام في الرمادي، عدنان مشعل، لموقع «البغدادية نيوز»، أن «لجان التنسيق لساحة الاعتصام في الأنبار شكلت لجنة أطلق عليها اسم «قيادة الحراك الشعبي» مكوّنة من 20_25 شخصاً ستتولى التنسيق بين ساحات الاعتصام في مختلف المحافظات»، موضحاًً أن «اللجنة ستشكل وفد التفاوض مع الحكومة الاتحادية بشأن المطالب المشرعة للمعتصمين».
وأضاف أن «لجنة قيادة الحراك الشعبي الجهة الوحيدة التي لها حق عقد الاجتماعات مع ممثلي ساحات الاعتصام في مختلف المحافظات وإجراء الحوارات والاتفاقيات مع الوفود الحكومية والشعبية»، مشدداً على أنه «لا يمكن أي جهة غير هذه اللجنة أن تصف نفسها متحدثاً عن المعتصمين».
في إطار آخر، نفت جبهة الحوار الوطني، أمس، الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن إعطاء مهلة لرئيس الجبهة صالح المطلك للتخلي عن اتفاقاته مع رئيس الوزراء نوري المالكي بالعودة إلى حكومته مقابل الحصول على عدد من الوزارات الشاغرة، مبينةً أن «المرتزقة من الطائفيين» قد بدأوا يمارسون حالة الابتذال السياسي من خلال ترويج الأكاذيب من خلال بعض المواقع المشبوهة.
وأكد المتحدث باسم الجبهة النائب حيدر الملا، في حديث إلى موقع «السومرية نيوز»، أن «موقف جبهة الحوار من عودة وزرائها إلى الحكومة ما زال قائماً ومرهوناً بعقد جلسة لمجلس الوزراء يكون جدول أعمالها مخصصاً بأكمله لمناقشة مطالب المتظاهرين واتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه».
(الأخبار، أ ف ب)