من المقرّر أن تبدأ قريباً محادثات ثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اتفاق المساعدات العسكرية المتعدّد السنين، الذي سينظم التقديمات الأميركية للدولة العبرية بعد أن ينتهي الاتفاق الحالي عام 2017. وتسعى كل من تل أبيب وواشنطن إلى بلورة الاتفاق الجديد في الوقت الراهن، في ضوء حاجة الجانبين إلى الوقوف بشكل مسبق على طلبات الشراء الإسرائيلية من الصناعات العسكرية الأميركية لأسباب تجارية تتعلق بالشركات الأميركية، وخصوصاً أن تل أبيب لا يمكنها التعهد مسبقاً بطلبات شراء جديدة بعد عام 2017، من دون أن تحصل على ضمانات تتعلق بحجم المساعدات وقيمتها.
وكان اتفاق المساعدات الحالي قد دخل حيز التنفيذ في عهد إدارة جورج بوش الابن عام 2008، على أن يستمر حتى عام 2017. وبحسب الاتفاق، تحصل إسرائيل على ما مجموعه نحو 30 مليار دولار مجزأة على فترة عشر سنوات بنسق تصاعدي، على أن ترتفع قيمة الهبة 50 مليون دولار كل عام، ويتوقع أن تبلغ في العام الحالي نحو 3.2 مليارات دولار.
وتشكل المساعدات العسكرية الأميركية الثابتة أكثر من 20 في المئة من موازنة الدفاع الإسرائيلية السنوية. ويُسمح لإسرائيل بتحويل 450 مليون دولار من قيمة المساعدة إلى الشيكل والتصرف بها داخلياً، على أن تخصص بقية المبلغ حصراً لشراء أسلحة وتجهيزات أميركية. وبناءً على ذلك، فإن معظم موازنة التجهيز والتطوير الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي تقوم على أساس أموال المساعدات الأميركية، فيما يستخدم الجيش موازنته الخاصة التي ترصدها له الحكومة الإسرائيلية لتغطية النفقات الجارية بشكل رئيسي، كالرواتب والتدريبات وشراء بعض التجهيزات المصنعة في إسرائيل.
ويغطي الجيش الإسرائيلي كلفة معظم أسلحته الباهظة الثمن، وخصوصاً المقاتلات الحربية، من أموال المساعدات الأميركية. ويعتمد خططاً خمسية للتسليح، والخطة الحالية المسماة «عوز» بدأت عام 2013، وقد طلب في إطارها شراء سرب من طائرات «أف 35». ووفقاً لصحيفة «معاريف»، فإن الجيش معني أيضاً بشراء سرب آخر ضمن إطار اتفاق المساعدات الجديد.
ويسود قلق في أوساط وزارة الدفاع الإسرائيلية من أن تنعكس الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة سلباً على مساعدات واشنطن لها، وخصوصاً في ضوء التقليص الحاد الذي ستشهده موازنة «البنتاغون». وتتخوف هذه الأوساط من أن يؤثر هذا التقليص على رزمة المساعدات ما بعد عام 2017، وكذلك على التمويل الأميركي لمشاريع تطوير المنظومات المضادة للصواريخ التي ينفذها الجانبان بشكل مشترك، وفي مقدمتها «حيتس 3» و«العصا السحرية». وأعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن أملها بأن يبدي الأميركيون خلال المحادثات حول اتفاق المساعدات الجديد «تفهماً للاحتياجات الأمنية المتعاظمة لإسرائيل في ضوء انعدام الاستقرار الذي يسود الشرق الأوسط اليوم».
وبالرغم من القلق الإسرائيلي، يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد أعلن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل تقديم منحة خاصة بقيمة 200 مليون دولار من أجل شراء أربع بطاريات جديدة من منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ، ليبلغ عدد البطاريات المموّلة أميركياً 8 من أصل 10، تمتلك إسرائيل منها 6 حتى الآن.