كان وجود قادة حركة «حماس» في القاهرة، لانتخاب رئيس الحركة السياسي، فرصة لبحث أزمة ساخنة مع مصر وجيشها، رغم محاولة القيادة السياسية في مصر إخفاءها وتجميلها أمام الإعلام، حيث التقى وزير المخابرات المصرية رأفت شحاتة، أمس، وفداً حمساوياً برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، إضافة الى رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية.وقالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن اللقاء كان إيجابياً، وتم الحديث في ملفات عديدة، وخصوصاً الملف الأمني الخاص بالحدود بين الجانبين ومتابعة موضوع التهدئة وملف الأسرى. وأوضحت أن الوفد ضم، إضافة الى مشعل وهنية، محمود الزهار، ووزير داخلية «حماس» فتحي حماد، والمتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو.
وقال النونو، في تصريحات نقلتها صحيفة «المصري اليوم»، إن اللقاء كان إيجابياً ودافئاً، وتطرق إلى عدد من الملفات، أبرزها المصالحة الفلسطينية، حيث جرى التأكيد على ضرورة تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس». وأضاف أن المباحثات تطرقت بشكل موسع إلى عدد من الملفات الثنائية بين مصر وحماس، أبرزها الملف الأمني الخاص بالحدود بين الجانبين، مؤكداً حرص حكومة «حماس» على هذه النقطة.
وحول الاتهامات التي وجهتها وسائل إعلام مصرية لحماس بالتورط في حادث رفح الذي راح ضحيته 16 جندياً مصرياً، قال النونو إن «أكثر الناس يعلمون أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ونحن نعتبر أن العلاقات مع مصر راسخة، ولن تؤثر فيها هذه الحملة الاعلامية، لأننا ومصر إخوة وأشقاء، ولن نكون أبداً في حالة عداء لمصر، ولا لشعبها، أياً كان النظام الحاكم». وأشار إلى أن اللقاء ناقش أيضاً التزامات الاحتلال الإسرائيلي بخصوص التهدئة مع «حماس»، وإنكاره لبعض الملفات التي جرى الاتفاق عليها، إضافة إلى ملف الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكد النونو لـ«بوابة الأهرام» أن «حماس تحترم وتقدر الجيش المصري جداً، إلا أن لقاءاتنا تكون مع جهاز المخابرات العامة». وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن طلب «حماس» لوساطة الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين والمخابرات المصرية من أجل الاجتماع بقيادة الجيش المصري وإنهاء الأزمة بين الحركة والجيش.
وسخر النونو من هذه الاتهامات، قائلاً «حماس لم تقتل مواطناً واحداً خارج فلسطين، حتى تقتل جنود جيش مصر الذين دافعوا في يوم من الأيام عن فلسطين».
وبالنسبة إلى موضوع الأنفاق، قال النونو «سنساعد في غلق الأنفاق إذا تم فتح معبر رفح بطريقة منتظمة، وتم دخول البضائع وخروجها بشكل طبيعي وقانوني ورسمي».
(الأخبار)