أفرجت السلطات السودانية، أمس عن سبعة سجناء سياسيين، بعد يوم من اصدار الرئيس عمر حسن البشير، أمراً بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وقال شهود إنه تم الافراج عن سبعة أعضاء في المعارضة من سجن كوبر في الخرطوم فجر أمس، بعد أن كانوا محتجزين منذ كانون الثاني الماضي إثر اتهامهم بالاجتماع مع متمردين سودانيين في أوغندا وتوقيع وثيقة «كيمبالا»، التي رأت فيها السلطات السودانية خطوة تهدف إلى اطاحة البشير. وأثار تطبيق قرار البشير ارتياحاً في أوساط المعارضة السودانية، التي أبدت أملها في أن يشهد السودان مزيداً من الخطوات الإصلاحية. ويهدف البشير إلى اقناع المعارضة بالدخول في حوار وطني شامل يهدف إلى التوافق على كيفية العبور بالبلاد في المرحلة المقبلة وصياغة دستور جديد، وخصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها السودان منذ انفصال الجنوب وتوقف عائدات النفط طوال الأشهر الماضية.
وأكد رئيس قوى الاجماع الوطني، الذي يضم احزاب المعارضة الرئيسية، فاروق أبو عيسى، نبأ الافراج عن المعتقلين السبعة. وقال لوكالة «رويترز» إنهم يطالبون بالافراج عن كل السجناء السياسيين. كما دعا أبو عيسى البشير إلى اتخاذ مزيد من الاجراءات الاصلاحية، ومن بينها رفع الحظر على الصحف التي تنتقد الحكومة. كذلك أشار أبو عيسى إلى أن متمردي الحركة الشعبية ــ قطاع الشمال، الذين يقاتلون الحكومة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، كانوا قد وضعوا إطلاق سراح المعتقلين شرطاً للحوار مع الحكومة، في إشارة إلى أن هذه الخطوة قد تمهد لاستئناف المفاوضات بين الطرفين.
وفي السياق، أبدى رئيس الحركة الشعبية ــ قطاع الشمال، مالك عقار، ترحيباً حذراً بالخطاب الذي ألقاه البشير، أول من أمس، أمام البرلمان السوداني، إلا أنه استدرك قائلاً «لست متأكداً إلى أي من المعتقلين السياسيين يشير حديث البشير».
وتدور معارك بين الجيش السوداني والحركة الشعبية ــ قطاع الشمال منذ صيف 2011 في الولايتين المحاذيتين لجنوب السودان، حيث تسعى سلطات الخرطوم إلى فرض سلطتها.
وفي سياق متصل، رأى الأمين العام لمجلس أحزاب الوحدة الوطنية، عبود جابر سعيد أن المبادرات التي طرحها البشير فتحت صفحة جديدة لتلاقي أبناء الوطن لصالح مستقبل السودان. كذلك وصف مصدر دبلوماسي في الخرطوم، اعلان البشير بالايجابي، معتبراً أنه من المبكر معرفة إلى أين سيقود.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)