في الوقت الذي يتوجه فيه وفد اسرائيلي الأسبوع المقبل الى تركيا من أجل التفاوض حول حجم التعويضات التي ستدفعها اسرائيل الى أهالي ضحايا اعتداء سفينة مرمرة، استبعد نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، زئيف ألكاين، أن تعود العلاقات مع تركيا الى سابق عهدها، مجدداً التأكيد على أن التقارب التركي مع اسرائيل سببه الأزمة السورية.
وقال ألكاين في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية «صوت إسرائيل»، إن تحسين العلاقات مع تركيا هو أحد المواضيع القائمة على رأس جدول أعمال الحكومة الحالية.
وأشار الى أن الطرفين سيناقشان خلال الأسبوعين القادمين قضية التعويضات لعائلات ضحايا الاعتداء على سفينة مرمرة، إلى جانب قضايا أخرى. وأكد أنه لن يكون بالإمكان العودة إلى العلاقات التي كانت في الماضي مع تركيا، مضيفاً أن ذلك ليس له علاقة بما حصل على سفينة مرمرة، وإنما بالطموحات الذاتية السياسية لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.
وأوضح المسؤول الاسرائيلي أن «المصالحة مع تركيا تخدم مصالح إسرائيل بسبب الأزمة في سوريا، وبسبب البرنامج النووي الإيراني وأهمية التعاون بين إسرائيل وحلف شمالي الأطلسي».
وفي السياق، كشف نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج، أن وفداً من إسرائيل سيزور تركيا في 11 نيسان المقبل من أجل بحث ملف دفع تل أبيب تعويضات لأهالي ضحايا اعتداء مرمرة.
وأوضح أرينج، في حوار أجراه مع قناة تلفزيونية تركية حكومية، أن «الحكومة تستعد لهذا اللقاء الذي سيكون الأول، حيث سيوضع إطار يتم الاتفاق عليه، من أجل تعويض أهالي الضحايا»، نافياً أن «يكون هناك تحديد لآلية دفع التعويضات، إن كانت ستدفع للحكومة، أو للمتضررين مباشرة، أو أن الاتفاق قد يقضي بإنشاء صندوق لذلك».
ولفت إلى أن وزير الخارجية، أحمد داود أوغلو «سيجتمع مع أهالي الضحايا اليوم، من أجل الوصول إلى صيغة معينة معهم فيما يخص دفع التعويضات»، مؤكداً أن «الحكومة لم تحدد أي رقم حتى الآن، فيما يخص قيمة التعويضات».
وأشار الى أن الجانب الاسرائيلي يود دفع التعويضات فوراً والانتهاء من هذه القضية بأسرع وقت ممكن تمهيداً لتطبيع العلاقات التي تدهورت بشدة في أعقاب الحادث الذي أدى الى قتل تسعة أتراك وإصابة العشرات.
وفي اشارة إلى توجه تركي لاسقاط الدعاوى على إسرائيل، أكد أرينج أنه «عندما تدفع دولة الى دولة أخرى التعويض المالي المناسب، فإن الدعاوى القضائية يجب أن تنتهي بسحب الدعاوى القضائية». وأشار الى أن اعتذار اسرائيل بشكل رسمي عن حادث الاعتداء على سفينة مرمرة في أيار عام 2010، وإقرارها بدفع التعويضات عن الحادث هو اقرار منها بخطئها، موضحاً أن «هذه الخطوة تعد نجاحا للسياسة الخارجية التركية».
وبخصوص رفع الحصار عن قطاع غزة، أكد أرينج أن هذا أحد الشروط التركية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، وأن الجانب الاسرائيلي اتخذ بعض الخطوات لتخفيف الحصار.
وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد نجح خلال زيارته الشهر الماضي إلى الأراضي الفسطينية المحتلة، في دفع الطرفين إلى التوافق على تسوية لانهاء الأزمة.
(الأخبار)