«إنها مسرحية لا قيمة لها»، هكذا وصف الرئيس بشار الأسد اعطاء المعارضة مقعد دمشق في جامعة الدول العربية. موسكو، بدورها، رأت أن سوريا تحولت إلى «مركز جذب» للإرهابيين، في وقت لا يرى فيه نبيل العربي حلّ الأزمة السورية «قريباً». وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن جامعة الدول العربية، التي أعطت مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة، تحتاج هي نفسها إلى شرعية.

وأضاف «هي جامعة تمثّل الدول العربية لا الشعوب العربية... وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها». ورأى أنّ «الشرعية الحقيقية ليست لا من منظمات ولا من مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى... الشرعية هي التي يعطيك إياها الشعب»، مشيراً إلى أنّ «كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة إلينا». وفي رده على سؤال عن تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنّه يفضل الاستقالة على مصافحته، قال الأسد إنّ «هذا الكلام ليس محل اهتمام ولا يردّ عليه أصلاً. فإذا لم يكن هناك من رباه تربية صحيحة في منزله فأنا في منزلي تربيت تربية صالحة. وإن لم يكن قد تعلم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سوريا تعلمت الكثير من أخلاق الشعب السوري».
ونقلت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك» في نص مقتضب هذه التصريحات التي أدلى بها الأسد إلى قناة تلفزيونية وصحيفة تركيتين. وأوضحت الصفحة أنّ المقابلة ستبث كاملة عبر صفحة رئاسة الجمهورية مساء اليوم.
في سياق آخر، ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أنّ سوريا تتحوّل إلى «مركز جذب» للإرهابيين الدوليين. ووصف التحوّل الذي يحصل في سوريا بـ«الواقع المرعب». وأكد أنّ روسيا ستواصل الجهود من أجل إطلاق عملية الحل السياسي، كما أكد عدم مشاركة بلاده في أي حظر على سوريا، ومعارضتها أي عقوبات أحادية الجانب.
في موازاة ذلك، استبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، حلّ الأزمة السورية «قريباً»؛ لأنّ الكل في سوريا من نظام ومعارضة «يبحث عن مصالحه»، و«الأمور الشخصية دخلت في الموضوع»، على حدّ تعبيره. وأضاف أنه لا يعرف شيئاً عن العلاقة بين المعارضة في خارج وداخل سوريا، واصفاً العلاقة بينهما بـ«الحرب الباردة». وحول احتمال حدوث تدخل عسكري عربي في سوريا، استبعد هذا الأمر، قائلاً إنّ «الدول العربية لا تتحدث عن التدخل العسكري، ولا توجد لديها إمكانات عسكرية كبيرة، ولا أحد منها يرغب في أن يقتل جندياً واحداً لديه، وحالتهم المالية لا تسمح لهم بالتدخل، وهذا يجب أن ننساه».
في سياق آخر، كشفت صحيفة «الشروق» الجزائرية، نقلاً عن مصدر لم تسمّه، قوله إنّ «مسؤولين جزائريين استقبلوا أمس (الأربعاء) وبعيداً عن الأضواء مسؤولاً كبيراً في حزب البعث السوري ووفداً أمنياً مرافقاً له عبر رحلة خاصة لطائرة روسية قادمة من مطار باريس، انطلاقاً من موسكو، قبل أن تحط في العاصمة الجزائرية». وأشار المصدر إلى أنّ المناقشات تتركز حول «اعتزام السلطات الجزائرية أن تكون وسيطاً بين النظام والمعارضة لوقف الحرب».
إلى ذلك، أجرى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، سلسلة لقاءات في القاهرة حول الأزمة السورية مع الرئيس محمد مرسي والمبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وشدّد إحسان أوغلو، خلال اللقاء، على «ضرورة المضي قدماً في تفعيل المبادرة المصرية لحلّ الأزمة السورية التي طرحت في قمة مكة الاستثنائية في آب الماضي».
وفي لقائه مع الإبراهيمي، ركّز اللقاء أيضاً، الذي عقد بعيداً عن وسائل الإعلام على الأزمة السورية، حيث اتفق الطرفان على ضرورة حل الأزمة سياسياً، ورفض التدخل العسكري، بحسب مصدر مطلع شارك في اللقاء، كما أبدى الإبراهيمي اقتناعه بـ«ضرورة تجميد الخطوات التالية لمنح المعارضة السورية مقعد الجامعة العربية، حتى يتمكن من مواصلة الاتصالات مع النظام السوري سعياً إلى إيجاد حل سياسي».
من جهة أخرى، أجرى «المجلس الوطني السوري» المعارض، أمس، اجتماعات في مدينة إسطنبول التركية للبحث في «الوضع الميداني في سوريا والتطورات على صعيد تأليف الحكومة السورية الموقتة».
ميدانياً، أفاد أهالٍ وناشطون، أمس، أنّ عبوة ناسفة انفجرت بسيارة في منطقة «المزة فيلات غربية» بدمشق دون ورود أنباء عن وقوع قتلى أو جرحى.
وفي سياق متصل، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» أنّ «مناطق في حي جوبر بدمشق تعرضت للقصف، فيما دارت اشتباكات متقطعة بين مقاتلي المعارضة المسلحة والجيش النظامي في حيّ برزة، كذلك دارت اشتباكات بين معارضين مسلحين واللجان الشعبية من جهة مخفر الشرطة في القابون، ترافقت مع قصف من قبل الجيش».
وفي ادلب، أفيد أنّ عدة مناطق في مدينة معرة النعمان تعرضت للقصف من قبل الجيش النظامي، مما أدى إلى اضرار مادية، كما سقطت قذائف على قرية الركايا بريف ادلب.
من ناحية أخرى، أفادت فناة «روسيا اليوم» أنّ اشتباكات عنيفة استمرت في داخل حيّ جوبر وبلدة داريا في ريف دمشق. وأضافت أنّ الجيش السوري أحرز تقدماً في المنطقتين، وأن هناك توقعات بأن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليهما. وأكدت أنّ اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي «جبهة النصرة» تجري في القسم الشرقي من حيّ الشيخ مقصود في مدينة حلب، حيث يحاول الجيش استعادة السيطرة عليه، بينما يبقى القسم الغربي منها تحت سيطرة مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» دون تدخل من جانب القوات الحكومية والميليشيات المسلحة.
بدورها، أعلنت وكالة «سانا» أنّ سقوط قذائف هاون أطلقها «ارهابيون» على حيّ الأرمن بمدينة حمص، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)