أشارت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية في تقرير نشرته، أمس، إلى ان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بدأت تدريب «الجيش السوري الحر» في شرق دمشق. وذكرت مصادر للصحيفة أنّ أفراداً من كتائب القسام يتولّون تدريب وحدات من «الحر» داخل المناطق التي يسيطرون عليها في يلدا، وجرمانا، وبابيلا في ريف دمشق. ويذكر التقرير أنّه: «يبدو أنّ هذا التطور يؤكّد أن حركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، قرّرت الانفصال نهائياً عن مضيفها السوري السابق، وأن تدخل في إطار رعاية قطر، الدولة الخليجية الصغيرة وإن كانت ذات نفوذ، والتي تعد سنداً مالياً ولوجستياً قوياً لبعض فصائل الثورة السورية».
وقال دبلوماسي غربي إنّ «كتائب القسام تولّت تدريب وحدات على مسافة قريبة جداً من دمشق. إنهم اختصاصيون ويمارسون العمل بمهارة». وقالت مصادر أخرى إنّ المدربين من «حماس» يقدمون العون إلى الجيش السوري الحر لحفر خنادق تحت إحدى المناطق الدمشقية المتنازع عليها استعداداً لهجوم متوقع واسع على وسط المدينة. ويقول مؤيدو النظام السوري، ومن بينهم ضباط في الجيش، إنهم يسمعون أصوات الحفر تحت مساكنهم في ضاحية معضمية الشام المتنازع عليها، جنوب وسط دمشق.
وسواء كانت أصوات الحفر تدلّ على بناء خنادق للمهاجمة تسمح للميلشيات بالانطلاق منها إلى مناطق يسيطر عليها النظام أو مجرد حالة من توتر الأعصاب، فإنه ليس هناك ما يقطع الشك باليقين. وقال الدبلوماسي الغربي إنّ الجيش السوري يطلق صواريخ «كاتيوشا» من طراز «40 بي إم 21» من بطاريات حمولة 40 صاروخاً في المرة الواحدة على مناطق شرق وجنوب وسط دمشق. وأضاف «إنهم يطلقون أعيرتهم على مقربة من مكتبي. وأصوات الاطلاق مدوية كثيراً لدرجة أنني لا أستطيع أن أجري محادثة هاتفية».
وتقول مصادر «الجيش السوري الحر» إنّ مهاجمة مركز دمشق أمر مفروغ منه. وقال أبو عاصي، أحد قادة الثوار في جنوب دمشق، «إنه قريب جداً ». وقد قالت مصادر دبلوماسية للصحيفة إنّه إذا كانت «حماس» قد أرسلت مدربين عسكريين إلى دمشق، فان الاحتمال الأكبر هو أن ذلك جرى بناء على توصية من قطر، ولم يكن قراراً أحادياً لقيادة الحركة.
كذلك قال مصدر فلسطيني في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، إنّه لم يعد سراً أن بضع مئات من مقاتلي «حماس» كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الحر في مخيمي اليرموك والنيرب في دمشق وحلب، لكن مصادر أخرى أكّدت أنّ «حركة حماس أصرّت على أنها لا تملك أي مقاتلين في أي مكان داخل سوريا، وأن أحد عناصرها الذي قُتل في إدلب ترك الحركة وانضم إلى المتمردين السوريين».
إلا أن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق قال إنه «لا صحة للمعلومات التي تقول إن الجناح العسكري للحركة يدرب مقاتلي الجيش الحر السوري». وأضاف الرشق، على صفحة التواصل «فيسبوك»، إن «حماس لا تتدخل في الصراع الدائر في سوريا.. رغم تعاطفها مع الشعب السوري الحبيب وتطلعاته في الحرية والكرامة».
بدوره، قال ممثل الحركة في لبنان أسامة حمدان إنّ «الأمر لا يعدو كونه تزويراً. إذ ليس هناك أفراد من كتائب عز الدين القسام أو أي من أفراد «حماس» داخل سوريا». وقال: «نحن لا نتدخل في المشاكل الداخلية لسوريا. وأفرادنا مجرّد مدنيين عاديين، فلسطينيين سوريين، يعيشون مع عائلاتهم هناك. ومنذ بداية ما جرى في سوريا، رفضنا كحركة أي تورط لأي فلسطيني في الأحداث الدائرة في سوريا».
(الأخبار)