كشفت صحيفة «معاريف»، أمس، عن مساعٍ اسرائيلية لدى الجانب التركي، لإشراك أنقرة في «المواجهة العسكرية المقبلة» مع ايران، على خلفية برنامج طهران النووي، وذلك من خلال إقناع الاتراك باستخدام إسرائيل لقواعد سلاح الجو التركي لضرب المنشآت النووية الايرانية.
وكشفت الصحيفة ان الوفد الاسرائيلي الذي يصل اليوم الى أنقرة لبحث تفاصيل المصالحة الاخيرة بين الجانبين، لا ينوي الاكتفاء بمناقشة التعويض المالي لعائلات القتلى الاتراك الذين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال استيلائه على سفينة مرمرة، بل سيعمد الى حث الاتراك على تقديم الدعم اللوجستي لسلاح الجو الاسرائيلي، إن تقرر توجيه ضربة جوية لايران. وبحسب الصحيفة، ينوي الوفد الاسرائيلي مناقشة الجانب التركي في «نشر مقاتلات استراتيجية اسرائيلية على الاراضي التركية، استعداداً للمواجهة مع ايران، وهي الخطوة المرتقبة في أعقاب المصالحة بين الدولتين».
وذكرت الصحيفة أن مستشار الامن القومي الاسرائيلي، اللواء يعقوب عميدرور، الذي يترأس الوفد الاسرائيلي الى أنقرة، «سيعرض على الاتراك، الذين يشعرون بالقلق كما اسرائيل من برنامج طهران النووي، سلّة من المحفزات، من شأنها أن تساعد في التوصل الى اتفاق مع الجانب التركي»، مشيرة الى أن «التعليمات التي تلقاها عميدرور تشير الى ضرورة العمل على إحياء الاتفاق التركي الاسرائيلي لعام 1996، والذي سمح في إطاره لسلاح الجو الاسرائيلي بالتدرب في المجال الجوي التركي، واستخدام قاعدة اكينسي الجوية، مقابل تدرب طيارين أتراك في المطارات الاسرائيلية في النقب». وبحسب الصحيفة، «سيتعين على عميدرور الاتصال بعدد من أصدقائه القدامى في تركيا، كي يتحقق من إنجاح مهمته».
وذكرت «معاريف» أن سلّة المحفزات الاسرائيلية التي ستعرض أمام الاتراك، من شأنها أن تسهل المهمة، مشيرة الى أنها «تشمل منظومات ووسائل قتالية تمكّن الاتراك من مواجهة التهديدات الايرانية، وأيضاً مواجهة تهديد الصواريخ السورية»، مضيفة أن «الاتراك يعربون عن رغبة في منظومة حيتس الاسرائيلية لاعتراض الصواريخ البالستية، وأيضاً هم معنيون بشراء تكنولوجيا إسرائيلية متطورة، بما يشمل منظومات مراقبة وتصوير حديثة، تسمح لسلاح الجو التركي بمسح وتصوير مناطق جغرافية واسعة النطاق، رغم تحليق الطائرات القتالية المزودة بهذه المنظومات بسرعة عالية جداً». وأكدت الصحيفة أن «الجانب التركي كان قد أعرب عن رغبته في شراء هذه المنظومات طوال السنوات الماضية، بل جرى توقيع اتفاقية شراء بين الجانبين في عام 2008، الا أن هذه الاتفاقية ألغيت في نهاية المطاف، في عام 2011».
وأكد مصدر أمني إسرائيلي لـ«معاريف» أن «المؤسسة الامنية في إسرائيل ضغطت على السياسيين في تل أبيب للإسراع في تقديم اعتذارها لأنقرة، تسهيلاً لعودة الحلف مع تركيا الى سابق عهده، في مواجهة سوريا وإيران»، مشدداً على أن «الجانب التركي قلق من تطلعات إيران في مجال الصواريخ، وهو تهديد غير قادر على مواجهته بشكل مستقل، إلا بعد سنوات طويلة». وقال إن «المعرفة الاسرائيلية المستندة الى الصاروخ البالستي أريحا، من شأنها أن تساعد الاتراك على مواجهة التهديد الصاروخي الايراني، وتقلص المدة الزمنية للوصول الى رد فعال».
وأشار المصدر الاسرائيلي الى أن «تركيا كانت حتى الفترة الاخيرة حاملة الطائرات الاكبر لإسرائيل، واستخدام قواعد سلاح الجو التركي من شأنه أن يساهم في تقليص الفرق بين النجاح والفشل، إن حان موعد العملية (العسكرية) ضد إيران».
وذكرت معاريف أن «إسرائيل قامت بتحديث دبابات تركية، وزوّدت أنقرة بطائرات من دون طيار من نوع هيرون 1، استخدمتها ضد الثوار الاكراد»، في إشارة منها الى حزب العمال الكردستاني. وأكدت أن «أنقرة بحاجة إلى إسرائيل كي تطور سلاح الجو التركي، ربطاً بتدهور الوضع الامني في سوريا، حيث باتت الحرب الاهلية أكثر عنفاً، وأقل توقعاً لجهة نتائجها».
وفي سياق زيارة عميدرور لتركيا، ذكرت الصحيفة أن «الفوارق ما بين الطرفين كبيرة، لجهة تعويض عائلات قتلى سفينة مرمرة»، مشيرة الى أن «إسرائيل مستعدة لدفع مبلغ يصل الى مئة الف دولار اميركي لكل عائلة، إلا أن الاتراك يطالبون بمبلغ يصل الى مليون دولار». مع ذلك، أكد المصدر أن «المال لن يشكل مشكلة أو عائقاً، إذ يمكن الطرفين أن يتوصلا الى اتفاق».