أعرب ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة عن «تفاؤله» إزاء التوصل إلى نتائج في إطار الحوار الوطني مع المعارضة لإخراج البلاد من الأزمة التي تدور فيها منذ عامين. وأمل نائب رئيس الوزراء «أن تسرّع جلسات الحوار الوطني، وأنا متفائل»، مضيفاً «إنها تجري وهذا هو المهم». وأضاف الشيخ سلمان «إن كل الجالسين على طاولة المفاوضات يتمتعون بتمثيل واسع لمختلف مكونات المجتمع البحريني، وهناك فرص أمام الجميع لتقديم مطالبهم». وأقر ولي العهد بحق المعارضة بالتظاهر السلمي، مؤكداً بالمقابل رفضه «للمتطرفين العنيفين». ورداً على سؤال حول ما إذا كان تنظيم سباق السيارات الكبير (فورمولا وان) في البحرين ما هو إلا لإخفاء المشاكل الداخلية للبلاد، أكد الشيخ سلمان أن بلاده «لم تحاول أبداً استخدام سباق الفورمولا وان لإخفاء مشاكلها، التي لا بد أن تجد حلاً في إطار عملية سياسية تجرى حالياً».
ورداً على سؤال حول تأثير السعودية وإيران على البحرين، شدد ولي العهد على أنه يرغب في التوصل إلى «حل بحريني بحريني» للأزمة في بلاده. وتجنب الرد على سؤال حول طلب المعارضة تنحي رئيس الحكومة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي يتسلم هذا المنصب منذ أربعين عاما وهو عم الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال في هذا الإطار «إنه قرار لا بد أن يتخذ من قبل جلالة الملك ورئيس الحكومة، هناك هيكليات دستورية تلحظ ذلك. وخيارهما في الوقت الحاضر هو الأفضل، ولا أريد أن أعلق على هذه النقطة». وبالتزامن مع سباق «الفورمولا وان» الذي انتهى أمس، شهدت عدة قرى في البحرين عمليات قطع طرق ومواجهات مع الشرطة ليل السبت وفجر الأحد.
وأوضح عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان، سيد يوسف، أن بعض المحتجّين سدوا صباح أمس عدداً من الطرق حول المنامة، وأن الشرطة أطلقت غازات مسيلة للدموع على مدرسة ثانوية، حيث كان الطلاب يتظاهرون.
وبحسب الشهود، عمد محتجون معارضون للحكومة إلى قطع عدد من الشوارع الرئيسية، فيما أعلن «ائتلاف شباب 14 فبراير»، عبر موقع «تويتر»، مسؤوليته عن قطع أحد المنافذ الرئيسية إلى شارع البديع الذي يربط عدة قرى عبر حرق الإطارات.
وذكر شهود عيان أن عمليات مشابهة حصلت في قرية دار كليب التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن حلبة الصخير، حيث نظم السباق في جنوب البلاد.
وانتشرت عشرات من عربات الشرطة وعربتان مدرعتان على طول الطريق المؤدي من المنامة إلى حلبة السباق، الذي انتهى دون حوادث كبرى داخل الحلبة.
وقال شهود في حلبة الصخير الصحراوية إنه لم يكن هناك في المنطقة ما ينمّ عن وجود اضطرابات، على رغم دعوة «ائتلاف 14 فبراير» في الوقت نفسه لانطلاق السباق.
وأوضح مسؤول في وزارة الداخلية البحرينية أن كل شيء جرى بشكل طبيعي في المملكة التي تشهد يومياً تظاهرات واصطدامات بين المعارضين والشرطة.
وكان ناشطون في مجال حقوق الإنسان قد أكدوا أن احتجاجات تفجرت أول من أمس السبت في نحو 20 قرية مع قيام محتجين برشق الشرطة بالحجارة وإطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في حالات كثيرة.
وأعلن عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان، سيد يوسف، أنه وثق ست إصابات بطلق ناري خلال الاشتباكات التي وقعت في قرية جدحفص، وحالتين ضربت الشرطة خلالهما محتجين في منطقة السنابس غربي العاصمة أمس السبت.
وذكر أن الاحتجاجات اندلعت أيضاً في عدد من القرى قرب العاصمة، حيث أزالت السلطات دوار اللؤلؤة مركز احتجاجات عام 2011. وقال خلال اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» إنه «وقعت إصابات كثيرة وهجمات بالقنابل المسيلة للدموع».
(أ ف ب، رويترز)