نجحت الحكومة العراقية في إمرار قطوع انتخابات مجالس المحافظات بسلام، في ظل الاجواء الامنية السيئة التي تمر بها البلاد، فيما يتوقع أن تبدأ النتائج بالظهور من اليوم. وأعلنت مفوضية الانتخابات، أمس، أنها ستبدأ من اليوم بإعلان النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات على مستوى الكيانات.
وأوضح الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، صفاء الموسوي، في بيان، أن «مجلس المفوضين قرر أن يكون إعلان النتائج الاولية على مستوى الكيانات بنسبة 90% خلال مدة أربعة أيام ابتداءً من يوم الاثنين، على أن يتم إعلان نسبة الـ10% المتبقية بعد حسم الشكاوى بجميع أنواعها وانقضاء المدد القانونية للطعون المتعلقة بالقرارات الصادرة من مجلس المفوضين ذات الصلة».
وجرت الانتخابات في 12 محافظة من أصل 18 محافظة عراقية، وسط إجراءات أمنية مشددة عكست الخشية من العنف المتصاعد أخيراً. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركين في الاقتراع العام بلغت 50% في أول عملية انتخابية منذ الانسحاب الاميركي، مبينة أن هذه النسبة سترتفع عند إضافة نسبة الاقتراع الخاص إليها لتبلغ 51%، وهي نسبة متدنية مقارنة بنسبة الاقتراع في الانتخابات الاخيرة عام 2009 والتي بلغت 62%.
وبحسب مسؤولي المفوضية، فقد شارك ستة ملايين و400 ألف و777 ناخباً في هذه الانتخابات، من بين نحو 13 مليوناً و800 ألف ناخب مسجلين، مشددين على أن هذه النسبة «عالية جداً في هذه الظروف وفي ظل ما نعيشه». وبلغت نسبة المشاركة في بغداد 33% فقط، وهي أدنى نسبة تصويت بين المحافظات الـ12 التي جرت فيها الانتخابات، فيما سجلت محافظة صلاح الدين أعلى نسبة مشاركة حيث وصلت الى 61%. وتستثنى من هذه الانتخابات محافظات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أي أربيل والسليمانية ودهوك، وكذلك محافظة كركوك المتنازع عليها.
وفي الاطار ذاته، قدّر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي دور المرجعية الدينية بشأن الانتخابات، وفيما دعا الفائزين فيها إلى تحمل المسؤولية، أكد أن الحكومة الاتحادية ستكون عوناً لهم.
وكان المالكي أكد عقب الإدلاء بصوته في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، أن «هذه أول انتخابات منذ الانسحاب الاميركي (نهاية 2011)، وهي دليل على قدرة وصلابة العملية السياسية، وقدرة الحكومة على أن تجري مثل هذه الانتخابات. لقد أصبحت لدينا خبرة في إجراء الانتخابات». وأضاف «أقول لكل الخائفين من مستقبل العراق والخائفين من عودة العنف والديكتاتورية إننا سنحارب في صناديق الاقتراع»، موضحاً أن «هذه رسالة طمأنة للمواطن بأن العراق بخير».
وفي سياق متصل، أشاد ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، أمس، بعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مهنئاً الشعب العراقي على الطريقة السلمية التي جرت بها انتخابات مجالس المحافظات.
كذلك أثنى كوبلر في بيان لبعثة الامم المتحدة في العراق، نقله مكتبها الاعلامي، على الجهود التي قامت بها قوات الأمن العراقية لتوفير بيئة آمنة لإجراء هذه الانتخابات.
إلى ذلك، شنّ رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي هجوماً لاذعاً على المالكي، حيث حمّله مسؤولية «ما يجري في العراق من تدهور أمني وانهيار سياسي ‏وتصدع اجتماعي ومكوناتي»، كما أدرج «حرمان» محافظتي نينوى والأنبار من الانتخابات في خانة منهج طائفي ‏تتبعه حكومته، محذراً من رفع ورقة تقسيم البلاد إلى أقاليم قريباً.
وقال النجيفي في حلقة من (برنامج الشارع العربي مع زينة يازجي) بثت مساء أمس، إن ‏المطالب بتقسيم العراق إلى أقاليم ستكون حاضرة بالتأكيد في وقت ليس ببعيد إذا لم تعالج مشاكل بغداد ‏بعد الانتخابات، ولم تتبدل الخارطة السياسية. وأضاف أنّ وقت الأقاليم «يحين إذا انقطعت سبل الشراكة ‏واستمرت بغداد بإدارتها الحالية وبنفس السياسة المتبعة في التعامل مع
المحافظ».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)