وسط تأكيد تل أبيب وتردد واشنطن بشأن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، عادت إسرائيل وأكدت أنها جاهزة لمواجهة أي سيناريو محتمل في سوريا، ووجهت تهديداً خاصاً الى لبنان بأن الحرب المقبلة مع حزب الله لن تدوم أكثر من شهر، وستحسم سريعاً.
وأعرب غانتس، خلال كلمة ألقاها أمس في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الامن القومي في تل أبيب، عن استهجانه الشديد للموقف الروسي من النظام السوري، ومن إيران وحزب الله «الضالعين حتى العنق وأكثر في حماية المحور الذي تقوده طهران، وحماية نظام (الرئيس السوري، بشار) الأسد، أو الاستعداد لليوم الذي يلي سقوطه».
وأضاف غانتس أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تقسيم سوريا، وإمكان قيام دولة «علويستان» في الساحل، وأيضا دولة «أفغانيكان» في أجزاء أخرى تسيطر عليها جماعات جهادية سلفية، لكنه أشار الى أن «إسرائيل لا تكتفي بالانتظار، بل تستعد جيداً، ومنذ أكثر من عام».
وأكد غانتس أن الوضع في سوريا «غير ممل»، إذ «يمكن أن ينقلب الوضع فجأة الى معركة على نطاق واسع». وقال «علينا أن نستعد للمعارك المقبلة والعمل على حسمها سريعاً». وبحسب غانتس، «لا نية لدي للعودة الى القتال أكثر من شهر واحد في لبنان» في حال اندلعت الحرب مع حزب الله.
من جهته، أكد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يدلين، الذي يرأس حالياً مركز أبحاث الامن القومي في تل أبيب، أن «من لا يفهم أن سقوط الأسد هو تطور إيجابي من ناحية إسرائيل، ليس قادراً على القراءة الصحيحة للأوضاع»، ودعا الى ضرورة «اتخاذ خطوات تضمن تفكيك محور الشر، أي إيران وسوريا وحزب الله، من خلال إضعاف الاسد، والعمل على إنهاء ولايته في أقرب وقت ممكن».
وفي الكلمة التي ألقاها يدلين في المؤتمر، أكد أن «الاسد هو عنصر سلبي في الشرق الاوسط، ومصلحة إسرائيل تتطلب إضعافه وإسقاطه، لأن ذلك يعني تفكيك المحور الايراني وحزب الله، الامر الذي يعود بالمصلحة على إسرائيل». وفي تطور إسرائيلي لافت، يتلاقى مع المواقف الفرنسية والبريطانية المعلنة أخيراً عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، أكد رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات العسكرية، العميد ايتي بارون، أن «النظام السوري قام بالفعل باستخدام مواد كيميائية مميتة ضد المتمردين، في مواقع وأحداث عدة في سوريا، ومن بينها حادثة 19 آذار الماضي». وقال إن المؤشرات المتوافرة تدل على استخدام غاز سام في سوريا «يرجح أن يكون غازاً خاصاً من نوع سارين»، معرباً عن قلقه إزاء تجاهل المجتمع الدولي، «الامر الذي يشجع النظام على مواصلة استخدام هذا النوع من السلاح ».
مع ذلك، قلل وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، من أهمية الحديث الاسرائيلي عن استخدام الكيميائي في سوريا، وقال في مؤتمر صحافي في مقر حلف شمالي الاطلسي في بروكسل أمس، إن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يؤكد التحليلات الصادرة عن الاستخبارات الاسرائيلية، بشأن استخدام النظام للسلاح الكيميائي. وطلب من حلف الأطلسي أن يستعد للرد على الخطر الناجم عن النزاع في سوريا، وخصوصاً الاسلحة الكيميائية.
وفي السياق، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التأخير في عملية إرسال بعثة الامم المتحدة إلى سوريا للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي هناك بالأمر غير المقبول. وقال «لم يرسل الامين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) إلى حد الآن هذه البعثة، بسبب ضغط بعض الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، وهو محاولة لتسييس المسألة، ووضع سوريا في نفس الوضع الذي وضع فيه العراق سابقاً»، في إشارة منه الى لجان التفتيش عن سلاح الدمار الشامل في العراق، في تسعينيات القرن الماضي.