حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، في بيان شديد اللهجة من أن البلاد «تقف عند مفترق الطرق» و«تتجه نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف من الانتشار بنحو أوسع». ودعا كوبلر جميع الزعماء الدينيين والسياسيين إلى الاحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة وعدم السماح للغضب بأن ينتصر على السلام، وأكد أن قادة البلاد يتحملون مسؤولية «تاريخية في تولي زمام الأمور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معاً».
وناشد كوبلر الحكومة العراقية «إجراء تحقيق شامل وشفاف في أحداث الحويجة، وتقديم منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة»، مكرراً دعوته إلى «الإفراج عن الأشخاص الذين اعتُقلوا في أعقاب عملية الاقتحام».
من جهة أخرى، شهدت محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك ومناطق في بغداد أمس تجمعات جماهيرية في ساحات الاعتصام، حيث أقيمت صلوات جمعة شيعية سنية موحدة.
وخرج الموقف الأعنف من الرمادي حيث أعلن خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام الشيخ حامد الكبيسي، تشكيل «جيش العزة والكرامة». وطالب الكبيسي المصلين بأن يبايعوا «جيش العزة والكرامة في الأنبار الذي يتبنى الدفاع عن أهل السنّة والجماعة في العراق»، وردّ آلاف المتظاهرين بالمبايعة.
وأوضح الكبيسي أن جميع الفصائل المسلحة والاتحادية التي شاركت ولم تشارك في المصالحة الوطنية التي نظمتها الحكومة انضمت إلى هذا الجيش.
ودعا الكبيسي العشائر إلى تقديم 100 متطوع من كل عشيرة لتشكيل هذا الجيش، مطالباً كذلك عناصر الجيش المنحل من أبناء محافظة الأنبار بالانضمام إلى هذه الجماعة و«تدريب الشباب على الأسلحة وطرق القتال».
في هذا الوقت، دخلت القوات العراقية أمس ناحية سلمان باك شمال بغداد، وذلك بعد انسحاب المسلحين منها إثر وساطة.
وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول بابان إن «انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين (أحمد عبد الله عبد) الذين تمكنوا من إخماد الفتنة».
وأشار عبدول إلى احتمال وجود سيارات ومنازل مفخخة في المنطقة، «لذا يستدعي هذا الأمر جهداً عسكرياً خاصاً قبل الانتشار في الناحية» الواقعة على طريق رئيسي بين بغداد وإقليم كردستان.
وأوضح بيان محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله أن الاتفاق ينص على إعادة سيطرة قوات الشرطة على الناحية، وإبعاد الجيش العراقي عنها «لتحسس أبناء الناحية من وجوده في المدينة». ولفت البيان إلى أنه اتُّفق على تفتيش قوات الأمن المنازل بحضور شيوخ العشائر، مضيفاً أن «عشائر الناحية وقّعوا وثيقة لتحريم الاقتتال وحرمة الدم العراقي».
وأشار عبد الله إلى أن «أبناء الناحية عادوا إلى منازلهم بحماية قوات الجيش والشرطة».
وفي سياق معالجة تداعيات «مجزرة الحويجة»، زارت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية حول أحداث الحويجة وأعضاء من المفوضية العليا لحقوق الإنسان برئاسة رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية سليم الجبوري أمس محافظة كركوك للاطلاع على الأوضاع فيها وبحث آخر المستجدات على ساحتها مع الحكومة المحلية وكيفية إيجاد مخرج سلمي للأزمة من دون إراقة المزيد من الدماء البريئة.
بدوره، أكد رئيس مجلس قضاء الحويجة علي صالح الجبوري، أمس، حرص عشائر الجبور على علاقتهم مع الجيش والفرقة 12 وعدم المساس بهذه العلاقة والحفاظ على عراقية كركوك ووحدة العراق.
وأوضح الجبوري في حديث لموقع «السومرية نيوز»، أن «شيوخ العشيرة» اتفقوا على عدد من النقاط للتحرك في المنطقة، ومنها عدم التصعيد وعدم الإصغاء إلى خطب الفتن وسموم بعض الفضائيات عقب اجتماع عقد مساء الخميس.
ولليوم الرابع، شهد العراق موجة عنف متصاعد، لترتفع معه حصيلة القتلى إلى أكثر من 200 قتيل منذ الثلاثاء الماضي، بحسب حصيلة تعدّها وكالة «فرانس برس» استناداً إلى مصادر أمنية وطبية.
وتوزعت أعمال العنف أمس على كافة أرجاء العراق، حيث استهدف انفجار دراجة نارية أمس أمام مطعم شعبي في مدينة الصدر شرق بغداد، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 20 بجروح.
وجاء الهجوم في مدينة الصدر بعد وقت قصير من استهداف أربعة مساجد في بغداد، قُتل فيها أربعة أشخاص وأُصيب أكثر من 50 آخرين بجروح.
واستمر أمس استهداف الجيش العراقي، حيث انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة بجانب إحدى الطرق برتل لقوات الجيش في منطقة قرى زوبع جنوب شرق مدينة الفلوجة.
وأفاد مصدر أمني بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مسلحين وقوات الجيش إثر انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة قضاء حديثة غرب الأنبار، مستهدفة رتلاً لقوات الجيش العراقي دون معرفة حجم الخسائر البشرية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)