انفجار جديد يضرب دمشق. انفجار جديد ضرب حيّ المزة ــ فيلات غربية. العين كانت على رئيس الحكومة وائل الحلقي الذي نجا بأعجوبة، فيما قُتل سائقه واثنان من مرافقيه وأصيب 10 أشخاص من المارة. وفي وقت أكّدت فيه «سانا» أن الحلقي بخير، خرج بعدها الرجل في مؤتمر صحافي أدان فيه الانفجار الذي هو «دليل إفلاس وإحباط المجموعات الإرهابية والقوى الداعمة لها بسبب بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري». وأكدت مصادر في وزارة الداخلية لـ«الأخبار» أنّ الانفجار لم يكن كبيراً، وتزن كمية المتفجرات الموضوعة داخل السيارة 30 كيلوغراماً. وبين نفي وتأكيد لوجود الحلقي ضمن الموكب المستهدف، أكدت مصادر وجوده، باعتباره من سكان المنطقة وأن الطريق المذكور هو طريقه الصباحي اليومي إلى رئاسة مجلس الوزراء، وسط استنكار البعض لعدم تأمين خط سير رئيس الحكومة رغم وجود عدة حواجز للتفتيش في المنطقة.
وسرعان ما عادت الحركة إلى طبيعتها في العاصمة السورية بعد ساعات على وقوع الانفجار، وذلك بالتزامن مع إغلاق طريق مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية وإلغاء الرحلات منه وإليه بسبب الاشتباكات على الطريق المؤدي إليه، بينما تؤكد معلومات عزم الجيش على تأمين طريق المطار خلال مدة أقصاها 72 ساعة. كذلك تزداد شراسة المعارك في خربة سولاس في ريف اللاذقية، والتي تشكّل أم المعارك بين الطرفين في الساحل السوري، حيث شهدت المنطقة مشاركة الطائرات الحربية في المعارك من خلال قصف مواقع لجبهة النصرة شمال ربيعة على الحدود التركية. أما في ريف القصير، فقد أفادت معلومات عسكرية لـ«الأخبار» بوضع توقعات لجدول زمني لا يتجاوز أسبوعاً لسيطرة الجيش على بلدة القصير.
سياسياً، كرّرت موسكو تحذيرها من التذرع بمسألة استخدام السلاح الكيميائي كمدخل لإسقاط النظام، وأشار وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أنه «توجد دول وقوى خارجية تعتبر كل الوسائل جيدة لإسقاط النظام السوري، لكن موضوع استخدام أسلحة الدمار الشامل خطير للغاية». كذلك أكد الوزير الروسي أن مثل هذه اللعبة الجيوسياسية تعرقل التحقيق في حادث استخدام السلاح الكيميائي الذي وقع في سوريا في 19 آذار، متهماً بذلك دولاً تحاول منع الأمين العام للأمم المتحدة من الرد المباشر على الطلب المحدد الخاص بالتحقيق في هذا الحادث.
في موازاة ذلك، أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أنّ فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما اتفقا على عمل كل شيء ممكن من أجل حل الأزمة السورية. وأشار أوشاكوف إلى أنّ الرئيسين أكدا، في اتصال هاتفي بينهما، أهمية استمرار الاتصالات بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري وجهودهما الرامية إلى وضع خطوات مشتركة في الملف السوري. بدوره، نفى نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أنّ يكون كشف في بيروت عن تغيّر في الموقف الروسي من الأزمة السورية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّ باريس «لا تملك تأكيدات» حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وأن لدى الأميركيين والبريطانيين «مؤشرات» فقط حول ذلك. وأكد فابيوس «لا توجد أدلة حتى الآن، وطلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة أن يأمر بإجراء تحقيق في كل أرجاء سوريا لنرى ما هي عليه الحال. إلا أن الأمر الذي يحمل دلالات هو أن سوريا رفضت السماح لمحققين بالدخول إلى أراضيها».
بدورهم، جدّد بعض النواب الجمهوريين دعواتهم لكي تقوم الولايات المتحدة بتحرك ضد سوريا بسبب عناصر أدلة متزايدة حول استخدام سلاح كيميائي. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مايك روجرز، «أعتقد أنّ ليس أمامنا الكثير من الخيارات، لكن علينا القيام بإجراءات». وقالت السيناتور ليندسي غراهام «علينا التدخل، والتوافق حول هذه النقطة على وشك أن يتم في مجلس الشيوخ الأميركي»، مقرّة في الوقت نفسه بأنّ «وضع سوريا معقد»، وأنه سيكون من المجازفة القيام بتحرك هناك.
وفي السياق، نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مسؤولين بريطانيين بارزين إشارتهم إلى أنّ «حكومتهم وضعت خططاً لتوجيه ضربة جوية محكمة أو هجوم صاروخي دقيق في سوريا، بهدف إجبار نظامها على التفاوض». وأشارت الصحيفة إلى أنّ توجيه «الطلقة التحذيرية» ضد سوريا هو الخيار العسكري الوحيد الذي تنظر فيه الحكومة البريطانية، بعد تحذير قادة الدفاع من احتمال تورّط المملكة المتحدة في صراع جديد في هذا البلد».
من جهتها، رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنّ الرئيس باراك أوباما تراجع عن خطه الأحمر الذي رسمه. وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أنه بعدما أكدت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قيام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، وحتى بعدما أعلن وزير الدفاع تشاك هاغل أنّ واشنطن تعتقد بدرجات متفاوته من الثقة أن مثل تلك الأسلحة قد تم استخدامها، خرج أوباما ليعلن أنه لم يكن «يخادع»... ولكن ما فعله يؤكد العكس تماماً.
في سياق آخر، أفادت تقارير إعلامية أردنية أنّه لم ﻳﺴﺘﻐرق اﻟﺤديث ﻋن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ اﻷردن وﻗﺘﺎً طﻮﻳﻼً ﻣﻦ ﻟﻘﺎء اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ باراك أوباما، إذ استحوذت الأزمة السورية ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧب اﻷﻛﺒر ﻣن اﻟﻠﻘﺎء. وأكّد الملك خلال اللقاء أن إهمال اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺳوريا ﻛﺎرﺛﺔ، وأن ﻧﺎﻓذة الحل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺗﻀﯿق، وﻻ بد ﻣﻦ «وﻗﻔﺔ ﻗوﻳﺔ» وﻗﯿﺎدة أميرﻛﯿﺔ، وﺗﻔﺎهم ﻣﻊ روﺳﯿﺎ، ﻹﻧﺠﺎز ﺣل ﺳﯿﺎﺳﻲ وفق اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺟﻨﯿف. اﻟﺠﺎنب اﻷردﻧﻲ أكد ﺑوﺿوح أﻧﻪ «ﻻ ﻳﻤﻜن ﺗﺠﺎوز اﻟﻤوقف الروﺳﻲ».
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الوفد الوزاري العربي لمتابعة تنفيذ مبادرة السلام العربية برئاسة رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التطورات الأخيرة في ما يتعلق بتسوية الصراع العربي الإسرائيلي وأيضاً تطورات الأزمة السورية.
(الأخبار)