واصل الجيش السوري توسيع رقعة قبضته على قرى ريف القصير، وتمكّن أمس من السيطرة على جوسيه وتل الحنش المطل على مشاريع القاع اللبنانية والجبل الشرقي، وهي منطقة تعتبر استراتيجية بالنسبة إلى المعارضة المسلحّة، لأن النظام، بسيطرته عليها، يكون قد قطع كل تواصل بين القصير والأراضي اللبنانية. وفي حمص المجاورة، أحكم الجيش السوري الحصار على مقاتلي المعارضة في المدينة بعد سيطرته بمؤازرة «قوات الدفاع الوطني» على أجزاء كبيرة من حيّ وادي السايح. وهو حيّ في منتصف الطريق بين حيّ الخالدية وأحياء حمص القديمة، ما يسمح للجيش بعزل أحياء حمص القديمة المحاصرة عن حيّ الخالدية المحاصر أيضاً. وفي الغوطة الشرقية، سيطرت على بلدة القيسا، حسبما أفادت وكالة «سانا».
وفي الغوطة الشرقية، أيضاً، تعرضت فرقة استطلاع من الجيش السوري لكمين في بلدة الأحمدية، وذلك بعدما طلب الأهالي من وحدات الجيش عدم الدخول إليها، مقابل ضمان عدم وجود أي مسلح، لتقوم وحدات الجيش بإرسال فرقة لاستكشاف المكان، قبل أن تنهال عليها قذائف الهاون من ثلاث جهات.
من ناحية أخرى، أفاد معارضون بأنّ «قرية البيضا بريف مدينة بانياس في محافظة طرطوس شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش، وعناصر من المعارضة المسلحة، وسط تعرضها لقصف مدفعي». وأضاف الناشطون «إن الأجهزة الأمنية قامت بحملة دهم واعتقالات وسط مدينة بانياس طالت عدداً من الشبان هناك». ثمّ أنهى الجيش عملياته في المنطقة بعد 9 ساعات من اشتباك وتمشيط لجميع محاور البيضا.
وتكتسب معارك البيضا أهميتها، ليس من الناحية العسكرية وإنما من الناحية الإعلامية حيث تحاول المجموعات المسلحة افتعال قنبلة دعائية عبر تحقيق مكسب من أي نوع كان في منطقة الساحل، وذلك بفعل عجزها عن الرد عسكرياً على التقدم الذي يحققه الجيش النظامي في أكثر من محور. وكانت المحاولة تلك قد بدأت في تلة النبي يوسف، في ريف اللاذقية، لكنها منيت بفشل ذريع هناك.
وفي الرقة، أفادت «لجان التنسيق المحلية» بأنّ «قصفاً من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف وسط مدينة الرقة جانب منطقة المجمع الحكومي، كما تجدّد القصف من الطيران الحربي على مدينة الطبقة».
إلى ذلك، قتل شخصان وأصيب عدد آخر بجروح جراء انفجار عبوتين ناسفتين في شارع خالد بن الوليد وساحة باب مصلى في دمشق، أول من أمس. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر طبي قوله إن أحد القتيلين طفل عمره 10 سنوات، وإن عدد المصابين لا يقل عن 28 شخصاً، بعضهم في حالة خطرة. وأضافت «سانا» إن الانفجار في باب مصلى نفذ عن طريق دراجة نارية مفخخة، وإن «العملية الإرهابية» في شارع خالد بن الوليد وقعت أمام محل تجاري. وأدى الانفجاران إلى أضرار مادية في المحال التجارية والمطاعم في المكانين.
في سياق آخر، أصيب خمسة من حرس الحدود الأتراك في اشتباك على الحدود مع سوريا مع جماعة مسلحة، وصفها مسؤول تركي بأنها مجموعة من المهربين، لكن ناشطاً سورياً معارضاً قال إنها قد تضم مقاتلين من «الجيش السوري الحر». وقالت وسائل إعلام تركية إنّ عشرة أشخاص، بينهم مدنيون، أصيبوا في الاشتباك الذي وقع في بلدة أقجة قلعة قبالة معبر تل أبيض السوري.
(الأخبار، أ ف ب)