انتقد مصدر إسرئيلي رفيع المستوى التصريحات المناوئة لاسرائيل التي أطلقها أمس عدد من النواب الأردنيين، متهماً اياهم بازدواجية المعايير. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر قوله إن ثلاثة وفود أردنية قد زارت اسرائيل أخيراً، واجتمعت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار في وزارة الخارجية. وأضاف أن النواب الأردنيين يطلبون من اسرائيل تنظيم الزيارات لهم ثم يهاجمونها في مداولات مجلس النواب.
ونقل موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي عمن وصفه بالمصدر العربي الرفيع المستوى، أن الملك الأردني نفسه يقف وراء قرار برلمان بلاده بطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب. ولفت المصدر إلى أن القرارات التي تتخذ بالإجماع في البرلمان الأردني ينبغي أن تتلقى من وراء الكواليس دعم الديوان الملكي وعلى رأسه الملك نفسه، «وإلا فلن يحصل القرار على الإجماع». وقال إن القصر الملكي في عمان معني بإظهار تحرك أردني يبدو فيه «مدافعاً عن الحرم الشريف».
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد استدعت أمس سفير إسرائيل في عمان، داني نافو، وقامت بتوبيخه بسبب اعتقال مفتي القدس، الشيخ محمد حسين. كما شهد مقرّ السفارة الإسرائيلية في عمان تظاهرة غاضبة احتجاجاً على أحداث المسجد الأقصى أول من أمس، الا أن قوات الامن الأردنية تصدت لهم. وقال السفير الإسرائيلي أمس إنه التقى وزير الداخلية الاردني بالوكالة حسين المجالي وبحث معه الوضع في الحرم القدسي، وأكد أن لا تغيير في العلاقات بين اسرائيل والأردن.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الخارجية الأردنية أبلغت السفير الإسرائيلي أنها تحمّل تل أبيب المسؤولية عن المواجهات التي شهدها مسجد الأقصى في أعقاب محاولة مجموعات من المستوطنين الدخول إليه أول من أمس. وتناول عدد من المعلقين الإسرائيليين قرار البرلمان الأردني في ظل الصمت الرسمي حياله. ورأى بوعز بوسموت في «إسرائيل اليوم» أن القرار بالأساس يهدف إلى تنفيس الضغط الشعبي، إذ إنه «يجب أن نفهم أنه ليس لمجلس النواب الأردني أي تأثير في تسيير أمور الدولة، وكل ما يسمح له به هو أن يتحرش بالحكومة». واستحضر الكاتب تجربته خلال فترة خدمته سفيراً لإسرائيل في موريتانيا قبل سنوات، حيث «أثار كل من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ مبادرتين لطردي، إلا أن السلطة أوضحت لهما أن هذه طريقة لتنفيس الاحتقان؛ فالمهم هو ما يقوله الملك أو الرئيس في هذه الحالة». وأضاف «لا شك في أن الأحداث في القدس تؤثر في الشارع الاردني. ولا شك في أن الأحداث، التي تقع في القدس قد تفضي الى وضع غليان. والغليان في مجلس النواب أفضل عند اسرائيل وعند الادارة الأردنية من الغليان في الشارع».
وفي عمان، نظم عشرات الشبان ليل الأول من أمس اعتصاماً بالقرب من السفارة الاسرائيلية احتجاجاً على أحداث القدس وتوقيف الشرطة الاسرائيلية لمفتي القدس والاراضي الفلسطينية محمد حسين لساعات. وقال مصدر أمني إن «حوالي 25 شاباً اعتصموا بالقرب من السفارة الاسرائيلية في عمان احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية في القدس».
فيما أكد فراس القصص، أحد المشاركين في الاعتصام، أن «المعتصمين طالبوا بطرد السفير الاسرائيلي واغلاق السفارة الاسرائيلية والغاء اتفاقية وادي عربة» في اشارة الى اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين منذ 1994. وهتف المحتجون «لا سفارة ولا سفير على أرض أردنية» و«الشعب يريد طرد السفير» و«الشعب يريد اغلاق السفارة».
إلى ذلك، أكد وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، سيلفان شالوم، أن تل أبيب زادت كميات المياه التي تبيعها للأردن. وكان سفير إسرائيل لدى الأردن سابقاً عوديد عيران، قد ذكر في مقابلة اذاعية أن اسرائيل زادت من كميات المياه التي تنقلها الى الأردن في اعقاب تزايد عدد اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على أراضيه. وأشار شالوم الى أن وزارته تعمل أيضاً على توسيع نطاق حركة الشاحنات بين الأردن وميناء حيفا على خلفية الأزمة في سوريا.