تدخلت الشرطة الإسرائيلية أمس لفض اشتباك بين آلاف المستوطنين اليهود المتشددين حاولوا إبعاد مصليات ليبراليات عن «حائط البراق» في خطوة تنم عن تغير في تعامل السلطات مع خلاف ديني قديم. وألقى محتجون من اليهود المتشددين مقاعد على النساء ورشوهن بالمياه ثم رشقوا حافلاتهن بالحجارة ما ادى إلى اصابة شرطيين فيما لم تصب أي امرأة من الحركة بأذى. وشكل العشرات من رجال الشرطة طوقاً لابعاد المحتجين عن الموقع ومنعهم من استهداف قرابة مئة امرأة وأنصار لهن من الذكور كانوا يصلون عند الحائط. وأوضح المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، لوكالة «فرانس برس»، بأنه تم ابعاد نحو الف يهودي متشدد عن عشرات النساء من منظمة «نساء الحائط» اللواتي كن يقمن بالصلاة الشهرية وهن يرتدين شال الصلاة بعدما سمحت لهن محكمة بذلك. وأضاف «اعتقلت الشرطة ثلاثة رجال متدينين واحتجزت آخرين».
وأشار روزنفيلد إلى أنه بعد انتهاء الصلاة رافق رجال الشرطة النساء إلى الحافلة التي تعرضت للرشق بالحجارة.
من جهتها، اكدت المتحدثة باسم حركة «نساء الحائط» شيرا بروس «لقد اتممنا صلاة تاريخية» مشيرةً إلى أن الاف المتشددين واجهوا نحو 400 ناشطة. وأضافت «نحن فخورات للغاية وسعيدات بأن النساء صلين بسلام وبحرية تامة».
وقبل صلاة الجمعة الشهرية، دعا حاخامات متشددون اتباعهم وطلاب المدارس الدينية إلى التوجه للحائط كإجراء مضاد ضد صلاة النساء، حيث استجاب الاف وتوجهوا إلى قسم صلاة النساء، ما اضطر الناشطات إلى الصلاة في ساحة غير متاخمة مباشرة للحائط.
وجاء تحرك الشرطة بعد حكم أصدرته محكمة الشهر الماضي وأقرّ بأن جماعة «نساء الحائط» لا تنتهك القانون.
والقضية في قلب خلاف قديم بين الأغلبية العلمانية والأقلية من المتدينين المتشددين حول أسلوب العيش في بلد تسيطر فيه السلطات الدينية على قواعد ومراسم الزواج والطلاق والدفن.
من جهة أخرى، تظاهر نحو 300 فلسطيني أمس في باحة المسجد الاقصى في مدينة القدس المحتلة بعد انتهاء صلاة الجمعة رافعين اعلاماً فلسطينية ورايات حركة حماس احتجاجاً على الزيارات المتكررة لليهود إلى هذا الموقع.
وذكرت الناطقة باسم الشرطةالاسرائيلية لوبا السمري أن «نحو ثلاثين 30 الف شخص صلوا في الاقصى، ولم تفرض الشرطة اي قيود على المصلين واكتفت بتكثيف وجودها».
وفي اطار متصل، اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس عن قلقها بعد الاحداث الاخيرة في باحة المسجد الاقصى واعلان مزيد من اعمال البناء في مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية.
واضافت اشتون في البيان لمكتبها أن هذه الاحداث «ضاعفت التوتر على الارض وتهدد بتقويض الجهود الجارية لاستئناف عملية السلام». كما دعت جميع الاطراف إلى التزام «اقصى حدود ضبط النفس» لتجنب تفجير التوتر.
كما اعربت عن «القلق الشديد» حيال موافقة السلطات الاسرائيلية الخميس على بناء 296 وحدة سكنية اضافية في مستوطنة بيت ايل بالضفة الغربية.
وذكرت اشتون أن «الاتحاد الاوروبي اعلن مراراً أن المستوطنات غير شرعية في نظر القانون الدولي وتشكل عائقاً امام السلام».
إلى ذلك، فشل حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في حشد مليونية تحت شعار «نصرة القدس» في ذكرى النكبة، والتي حدد الجامع الأزهر مقراً لها. وقدر عدد المتظاهرين بالعشرات، من شباب الإخوان المسلمين، وبعض القوى الإسلامية الأخرى التي أعلنت مشاركتها فيما قاطعها حزب النور السلفي.
وقام المتظاهرون أمام مسجد الأزهر الشريف بحرق علم إسرائيل للمرة الثالثة على التوالي، خلال تظاهرهم اليوم للتنديد باقتحام المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، كما ردد المتظاهرون هتافات «تسقط تسقط إسرائيل.. يسقط يسقط كل عميل»، «على القدس رايحين شهداء بالملايين».
(الأخبار، أ ف ب)