أكد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، مطلع على تفاصيل الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة، أمس، أن المحادثات مع الفلسطينيين ستُستأنف في الشهر المقبل، مضيفاً أن إسرائيل «قدمت للولايات المتحدة قائمة بالخطوات التي هي على استعداد لتنفيذها، بما فيها تجميد أو تبطيء هادئ للبناء خارج الكتل الاستيطانية».
ولفت المصدر، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أنهم «الآن ينتظرون جواب الطرف الفلسطيني الذين ينبغي أن يعبّر عن موقفه واستعداده، ولكن الاتجاه هو استئناف المحادثات في الفترة القريبة».
وفي السياق نفسه، رأت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الفلسطينيين الذين امتنعوا، منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة في ولايته السابقة، عن القيام بمفاوضات اقتصادية، خشية أن تشكل بديلاً للسلام السياسي، وافقوا الآن على ذلك، وهو ما يشكل مؤشراً إضافياً على التقارب بين الأطراف وحزم إدارة أوباما ووزير خارجيته جون كيري على استئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن.
وكان مبعوث الرباعية طوني بلير، الذي عمل وسيطاً للقضايا الاقتصادية، قد التقى أول من أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بهدف تجديد مهمته. وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الإيطالية ايما بونينو: «خلال ثلاثين عاماً، كانت هناك طلبات متناقضة لحل المشاكل في الشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه عندما يكون هناك فراغ أو مهل، فإن أشياء سلبية قد تحصل وتحصل أشياء متعارضة مع إمكانية تحقيق السلام».
وفي بكين، حيث يجري نتنياهو زيارة منذ أيام، حث الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس الوزراء الإسرائيلي على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن. واجتمع نتنياهو، وهو أول زعيم إسرائيلي يزور الصين منذ أن زارها رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت في 2007، مع شي أول من أمس، في إطار زيارة تستمر خمسة أيام تهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية.
ووفقاً لبيان نُشر في الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية، قال شي لنتنياهو: «آمل أن يتمكن الجانبان من القيام بجهود مشتركة لاتخاذ إجراءات عملية لتعزيز تدريجي للثقة المتبادلة واستئناف محادثات السلام في أقرب وقت ممكن وتحقيق تقدم موضوعي». وأضاف شي: «حماية الحقوق الشرعية ومصالح جميع الدول ومراعاة كل طرف لاهتمامات الطرف الآخر هو السبيل الوحيد الذي يمكن من طريقه تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي».
ولم يعرض شي أي مقترحات محددة لاستئناف محادثات السلام على نتنياهو، الذي قال لمضيفه وفقاً لوزارة الخارجية الصينية إن «إسرائيل على دراية جيداً بالألم الذي تحدثه الحرب، وترحب وترغب في السلام وهي مستعدة لتحقيق السلام من طريق المفاوضات».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن وزير الدفاع موشيه يعلون، التقى سرّاً رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية، بهدف التوضيح لهم أن التغيرات ستكون لمصلحتهم خلال الفترة المقبلة. وأوضح لهم أنه خلال الفترة المقبلة سيجري البناء في أي مكان، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل لا تريد عرقلة مساعي الولايات المتحدة من أجل إحياء عملية السلام. وفي الوقت نفسه، شدد يعالون على أنه لن يسمح للمستوطنين بتجاوز القانون، قائلاً لهم: «إذا كان لديكم أي اعتراضات، توجهوا إلى مكتب الوزارة وسنتناقش في كافة المشاكل التي تواجهكم»، محذراً من أنه لن يسمح بالتعرض لضباط الجيش الإسرائيلي، ومؤكداً أن ملف الاستيطان سيبقى في يديه.
وفي آخر اعتداءاتهم، اقتلع مستوطنون يهود عشرات أشجار الزيتون وخطّوا شعارات بالقرب من قرية فلسطينية جنوب الضفة الغربية. وقال شهود عيان إنه اقتُلع نحو 80 شجرة زيتون في قرية التوانة شرق يطا. فيما أكدت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري، أن «الشرطة تلقت بلاغاً عن إلحاق أضرار بنحو 62 شجرة زيتون يملكها فلسطينيون». وأشارت إلى أنه «خطت شعارات مثل «دفع الثمن» و«كفالة متبادلة» في المكان».