لا تخلو إسرائيل من فكاهة، وإن كانت دالة على العنصرية. حاخامات إسرائيل، الذين لا يزالون يعيشون في القرون الوسطى، يوفرون «مادة دسمة» حول تفكيرهم وآمالهم ونظرتهم إلى الآخرين، بما يشمل النظرة الفوقية والتعالي على «الأغيار». مع ذلك، تشير خطب ومواقف الحاخامات إلى ما يشغل الوعي الجمعي الإسرائيلي من أخطار وتهديدات، وذلك في معرض دعائهم للرب، الذي ميزهم وفق زعمهم كيهود، عن «الأمم الأخرى الجاهلة».
الحاخام نير بن ارتسي، عينة قياس للحاخامات الإسرائيليين، الذين يطلون أسبوعياً على مستمعيهم ليعظوا ويشرحوا ويحددوا مسارات الأمور واتجاهاتها، في إسرائيل والخارج... عبر التنبؤات، وكذلك لينبهوا أو ليحذروا الدول والشعوب والحكام. ووفق بن ارتسي، الجامع المشترك لكل الأمم يبقى على حاله: كلهم جهلة «إلا نحن»، الذين اختارهم الله ليرثوا «أرض إسرائيل».
الموعظة الأخيرة الصادرة عن بن ارتسي، كانت جامعة. فهو تحدث عن الفلسطينيين الذين تمنى أن يتفجروا في ليلة واحدة، وعن «العرب الديدان الذين يأكلون بعضهم بعضاً»، وعن روسيا التي تمنى أن تتحالف مع إسرائيل، وعن سعي حزب الله إلى حيازة السلاح الروسي، وعن الرئيس الأميركي، الذي «لا يريد أن يحارب أحداً».
هذا أبرز ما جاء في الموعظة والتنبؤات:
سوريا: لن ينفعها شيء. لا سلام في سوريا. فهم مجرمون وبلا شرف ولن ينفعهم شيء. مغمورون بالإجرام. لن تجدي الجهود نفعاً لتحقيق السلام في سوريا. الرب بنفسه يقاتل هناك وبكل عظمته، وإذا كانت أوروبا تعطي الطعام للسوريين كي لا يلجأوا إليها، فهذا لن ينفعهم بشيء.
روسيا: تقوم بعملها، وتعمل في الشرق الأوسط وتريد التعاون مع إسرائيل. روسيا تريد من إسرائيل المساعدة في علاقاتها مع أميركا، وهي تريد العقل اليهودي. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يهدد كل الدول العربية، لكن لا يستطيع خوض حرب عالمية ثالثة.
الولايات المتحدة: الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يريد أن يظهر بمظهر المسؤول الجيد عندما ينهي مهمات منصبه. يريد أن يكون هادئاً وأن يخرج باحترام من المنصب. لا يوجد استعداد في الولايات المتحدة للمخاطرة من أجل الآخرين. وعندما يأتي الرئيس الجديد في أميركا، سيعمل على الاقتصاد، لكنه سيعلق، وستنتظره مفاجأة.
الأردن: ملك الأردن، عبدالله الثاني، توجه إلى الولايات المتحدة، وهو خائف ومرعوب حتى الموت من اللاجئين في بلاده. لكنه لن يحصل على شيء من الأميركيين، وكل الكلام الذي قيل له، مجرد كلام فارغ.
فرنسا: هذه الدولة الأوروبية متطورة مع «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». لديها لاجئون ولديها مسلمون، وهم يأكلونها وهي حية.
ألمانيا: متورطة مع اللاجئين الذين يملأون شوارعها وسيواصلون احتلالها. التجارة في أوروبا تنهار وهم في المقابل، الأوروبيون، لا يعرفون ما يخبئه لهم الله.
تركيا: من جانب تعمل تركيا على إغلاق باب كي لا يخرج منها اللاجئون باتجاه أوروبا، لكنها تفتح مقابل ذلك عشرين باباً. الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يتسلم المليارات من أوروبا كي يمنع اللاجئين عنها، لكن مئات الآلاف لا يزالون يخرجون منها. يجب أن نحذر من تركيا وألا نتصالح معها، ويجب أن نمنعهم من الوصول بالسفن إلى قطاع غزة، لأنها ستكون مليئة بالصواريخ والمخربين.
مصر: الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يقوم بعمل رائع. أسس لسور واق حوله من الحراس. ينظف صحراء سيناء وسيواصل تدمير الأنفاق بين مصر وغزة.
حزب الله: سيواصل التزلف لروسيا من أجل دعمه ومن أجل الحصول على السلاح، لكنه يعيش في أوهام. على الجيش الإسرائيلي أن يكون يقظاً على الحدود الشمالية، وألا ينتظر أحداً، وألا يصغي إلى أحد، ولا إلى أي دولة أخرى، وأن يعتمد فقط على نفسه.
العراق: سينتهي هذا البلد، وسيواصل المسير نحو نهايته.
الدول العربية: باقون كما هم. هم ديدان يأكلون بعضهم بعضاً ويكرهون بعضهم بعضاً.
قطاع غزة: سينفجر كل شيء في وجه «داعش» و«حماس». «داعش» أفعى، و«حماس» أفعى. المطر ينزل على إسرائيل مباركاً الأرض، أما في غزة فهو لعنة، وهو يغرق الأنفاق.
إيران: تحتفل وتواصل الرقص والفرح، فيما تواصل المفاعلات النووية العمل. يتحايلون ويضحكون على الولايات المتحدة، لكنهم يموتون رعباً من اليهود في إسرائيل.
محمود عباس: يقول إنه لا يريد انتفاضة، لكنه كاذب ويرسل الشبان لإيذاء اليهود. يعمل ضمن مناورة وسخة لا أكثر.
أيضاً: الرب يقاتل من أجل شعب إسرائيل، ويريد من اليهود أن يتعلموا التوراة، وأن يكثروا من الصلاة، وهو يقول لهم أنا أحميكم وسأحافظ عليكم من كل سوء، سواء في السماء أو داخل إسرائيل. تعالوا أيها اليهود إلى إسرائيل، هاجروا إليها، وتوقفوا عن العيش في الأوهام والبحث عن الأموال، فالخطر داهم عليكم وسيحل في بيوتكم ومعابدكم ومدارسكم. اعلموا أن النار والزلازل والفيضانات والرياح ستصل إلى كل العالم ما عدا إسرائيل. البورصات ستنهار إلا في إسرائيل. هنا سيزدهر كل شيء، وهناك سينهار كل شيء.
كل من يعرقل ويغرر باليهود ويطلب منهم عدم الهجرة إلى إسرائيل، فإن الرب سيأخذه إليه وسيحاكمه في السماء. ومن يتورط مع الرب فستكون عاقبته وخيمة، هو وكل عائلته ومن يمتّ إليه بصلة. كل الأغيار في العالم يعرفون أن المسيح قادم وأنه فداء لشعب إسرائيل. كل العالم سيحتاج إلى العقل اليهودي. كل الأمم الأخرى جاهلة. الرب يحب اليهود، وأن يكونوا في إسرائيل، وهو يحميهم ويحارب من أجلهم ويضع حزاماً من نار حول حدودهم.