قتل ثلاثة مواطنين ليبيين بانفجار سيارة مفخخة في مدينة بنغازي شرق ليبيا أمس، في وقت أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ارسلت الى صقلية قوات عسكرية للتدخل اذا ما تعرضت بعثتها الدبلوماسية في ليبيا للتهديد، وذلك بعد شهور من الهجوم على القنصلية الأميركية في عاصمة ثورة 17 فبراير. وقال شهود عيان إن سيارة ملغّمة انفجرت خارج مستشفى في مدينة بنغازي أمس، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص، وذلك في علامة اخرى على الاضطرابات العنيفة التي تجتاح البلاد منذ ثورة 2011 التي أطاحت الزعيم الراحل معمر القذافي. وقال طبيب لوكالة «رويترز» إن جثة واحدة فقط وصلت سليمة إلى المستشفى، ما يجعل من الصعب على الفور معرفة عدد القتلى. وذكر طبيب آخر أنه تأكد مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل وإصابة 17 آخرين. وقال شاهد رفض الافصاح عن اسمه «رأيت اناساً يركضون وبعضهم يجمع أشلاء جثث». وتجمع مئات الأشخاص الغاضبين في مكان الحادث وحمّلوا جماعات مسلحة المسؤولية عن التفجير وطالبوهم بالخروج من بنغازي مهد الانتفاضة التي انهت حكم القذافي الذي استمر 42 عاماً. وقال شاهد عيان آخر في موقع الحادث: «هذه أشلاء ابنائنا... هذا ما قدمته الميليشيات لنا... كل ما نحتاجه هنا الشرطة والجيش».
وألحق التفجير أضراراً بنحو 12 سيارة وحطّم نوافذ المباني القريبة فيما ارتفعت سحابة كثيفة من الدخان وانتشر الغبار إلى مسافات بعيدة.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل: «نحن مستعدون للتدخل اذا تدهور الوضع او اذا طلب منا ذلك». وقد تعرضت وزارة الدفاع الأميركية لانتقادات حادة في الشهور الأخيرة بسبب عجزها عن ارسال قوة تدخل في الوقت المناسب للتصدي لهجوم على القنصلية في بنغازي أوقع اربعة قتلى، منهم السفير في ايلول الفائت.
واضاف المتحدث ان هؤلاء العناصر العسكريين الذين سيتولون على الأرجح تأمين سلامة المقار الدبلوماسية او اجلاء الدبلوماسيين الأميركيين، متمركزون في قاعدة سيغونيلا للحلف الأطلسي في صقلية.
وامرت واشنطن الاربعاء الماضي بمغادرة قسم من العاملين في السفارة في العاصمة الليبية طرابلس، رداً على تدهور الأوضاع الأمنية على اثر الحصار الذي فرضته مجموعات مسلحة على وزارتين.
واتخذت بريطانيا اجراءً مماثلاً بعد هجوم بسيارة مفخخة في 23 نيسان على السفارة الفرنسية في طرابلس، أدى إلى اصابة فرنسيين.
وشهد اعتداءان بالمتفجرات على مفوضيتين للشرطة في بنغازي الجمعة الماضي، على الانفلات الامني المتزايد في ليبيا حيث تخوض السلطات التي تواجه صعوبة في انشاء أجهزة أمنية فعالة، اختبار قوة مع الميليشيات المسلحة.
(رويترز، أ ف ب)