تتصاعد العمليات العسكرية للجيش السوري في ريف دمشق وحلب، بالتزامن مع تزايد التقارير عن وجود مقاتلين شيشان في سوريا، حيث كشف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أنّ نحو 200 مقاتل من أصل روسي يشاركون في العمليات الحربية في صفوف المعارضة السورية. وأشار بورتنيكوف إلى أنّ مقاتلين من أفغانستان وباكستان وبلدان رابطة الدول المستقلة وأوروبا يشاركون بنشاط في العمليات الحربية في صفوف مقاتلي المعارضة. وأكد أنّ هذه الأنباء تثير قلق أجهزة الأمن الروسية والأوروبية؛ لأنّ «رجال العصابات سيعودون بعد انتهاء العمليات القتالية إلى أوطانهم. وفي هذه الأثناء من المهم بالنسبة إلينا متابعة تنقلات المقاتلين وتلقي معلومات عنهم». وأكد «أن مثل هذه المعلومات متوافرة لدينا ولدى شركائنا». ميدانياً، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول أنّ ما تتناقله وسائل إعلام من معلومات عن سيطرة «المجموعات الإرهابية المسلحة» على أجزاء من سجن حلب المركزي في منطقة المسلمية «عارية من الصحة وكاذبة جملة وتفصيلاً». ولفت المصدر إلى أن الجيش النظامي «تصدى فجر اليوم (أمس) لمجموعات إرهابية حاولت الاعتداء على السجن، وألحقوا في صفوفهم خسائر فادحة في العدة والعتاد».
وكانت مواقع معارضة قد أفادت عن اشتباكات بين مقاتلين المعارضين والقوات النظامية داخل أسوار سجن حلب المركزي، وذلك «بعد تمكن الكتائب المقاتلة من اقتحامه إثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين». وأشارت إلى أنّ الاشتباكات تترافق «مع قصف بالمدفعية وقذائف الدبابات والطيران على محيط السجن، ما أدى إلى حصول أضرار واندلاع حرائق في ممتلكات المواطنين».
وأفادت «سانا»، في سياق آخر، بأنّ وحدات الجيش السوري واصلت عملياتها في بلدة جربا، في ريف دمشق، ونفذت وحدات أخرى من الجيش عمليتين نوعيتين في حرستا، نجم عنهما تدمير مخبأ للأسلحة والذخيرة والقضاء على عدد من «الإرهابيين».
في هذا الوقت، اشتبك الجيش مع مقاتلين معارضين قرب الصالة الرياضية في حيّ جوبر. في محافظة حمص، قتل مقاتلان معارضان في الاشتباكات المستمرة مع القوات النظامية في ريف مدينة القصير.
في موازاة ذلك، ذكرت «سانا» أنّه فجّر «إرهابيون» عبوة ناسفة زرعوها في سيارة خاصة تعود ملكيتها لأحد الأطباء في منطقة مزة فيلات بدمشق. وذكر مصدر أنّ «التفجير أدى إلى إصابة الطبيب بجروح متوسطة وإلحاق أضرار في السيارة». كذلك فجر «إرهابيون» عبوة ناسفة ألصقوها بسيارة خاصة خلال مرورها في ساحة الأمويين بدمشق، «ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة آخر وإلحاق أضرار مادية في السيارة».
إلى ذلك، سقطت قذيفتا هاون أطلقتا من سوريا على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من جبل الشيخ من دون التسبب بإصابات أو أضرار، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقالت متحدثة، باسم الجيش، «وقع انفجاران في الجانب الإسرائيلي من جبل الشيخ ونحن ننظر في ظروف الحادث»، مضيفة: «نعتقد أن هذا كان نتيجة للوضع الداخلي في سوريا». وأشارت إلى أنّه جرى اغلاق الموقع الذي يتلقى عادة عدداً من الزائرين في هضبة الجولان المحتل، وأنّ إسرائيل أبلغت الحادث إلى قوى الأمم المتحدة في الجولان. إلى ذلك، أعلن «الجيش الحر» أنّه سيعاقب المسؤولين عن أيّ انتهاكات ترتكب في النزاع المسلح في سوريا، وذلك بعد الصدمة التي أثارها شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت ويظهر فيه مقاتل وهو يقطع جثة جندي نظامي وينتزع قلبه.
وقال بيان لقيادة «هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية السورية» إنّ «أي فعل يخالف القيم التي يدفع ثمنها الشعب السوري الثائر لن يسكت عنها وسيعاقب عليها المسيء وبشدة، حتى ولو كان أحد العناصر المنتسبة» إلى «الجيش الحر». وأضاف البيان أنّ «قيادة الأركان أوعزت إلى القيادة التحقيق السريع في العملية وتقديم المرتكبين للعدالة أو حجزهم، ريثما يحاكمون محاكمة عادلة في حال ثبوت التهم وثبوت ادعاء المتهم أنه في الجيش السوري الحر».
(الأخبار، أ ف ب، سانا)