قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنّ عشرات الآلاف من الصواريخ منشورة من حولنا، وهي تشكّل تهديداً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّ إسرائيل هي أكثر الدول عرضة للتهديد في العالم، وعليها أن تكون مستعدة من الناحتين الدفاعية والهجومية، لمواجهة مخاطر الحرب في العصر الحديث.
وأضاف نتنياهو، في جلسة التقويم الختامية لمناورة الجبهة الداخلية الكبرى، التي أعلن أمس عن انتهاء فاعلياتها رسمياً، أنّ الوقاية من كل التهديدات التي تحيط بإسرائيل، تستوجب اجراء تغييرات في سلم الأولويات، وإعادة تصويب موارد الدولة بشكل مناسب للتهديدات، مشيراً إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية قادرة على توفير الحماية لمواطنيها، لكن في نفس الوقت، يجب التشديد على أنه لا يمكن أن تكون الحماية تامة بشكل دائم، كما أن التحصين لا يمكن أن يكون محكماً بالكامل. وأضاف «نتصرف بشكل يتحلى بالخبرة والحكمة والمسؤولية، ونعمل على استباق التهديدات الموجهة إلينا». وفي حين لم يتعرّض نتنياهو إلى الثّغر التي سجّلت خلال المناورة، وتحديداً تجاهل وعدم تجاوب الجمهور الإسرائيلي معها، والانتقادات التي وجهتها وسائل الاعلام لفاعليتها، نقلت القناة السابعة في التلفزيون العبري، أنّ قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل تخطط للاستفادة من أراضي الضفة الغربية والوجود المكثف للفلسطينيين فيها، لحماية الإسرائيليين في حال اندلاع حرب بينها وبين سوريا أو حزب الله، مشيرة إلى أنّه بالإمكان استغلال وجود الفلسطينيين في هذه المناطق، لتأمين ملجأ آمن لأكثر من خمسين ألف إسرائيلي، يجري نقلهم خلال الحرب من الوسط والشمال، إلى جنوب الضفة الغربية. وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، داني دانون، إنّ محاكاة نقل الآلاف من الاسرائيليين إلى أراضي الضفة، هي جزء من المناورة الكبرى «نقطة تحول 7» للجبهة الداخلية، مشيراً إلى إمكان أنّ يتم زيادة استيعاب الإسرائيليين القادمين من الشمال خلال الحرب، ليصل العدد إلى مئات الآلاف، من خلال بناء مدينة من الخيم في تلك المناطق، حيث توجد أراض شاسعة تابعة للدولة، ولا يملكها الفلسطينيون بحسب تعبيره.
من جهته، قال رئيس المجلس الاقليمي في شمال الضفة الغربية، غيرشون مسيكا، إنّ «أعداء إسرائيل سيفضلون قصف منطقة الوسط في حال اندلاع الحرب، وليس مناطق الضفة، حيث يمكن ان تلحق اصابات بالسكان الفلسطينيين وبنسبة عالية»، وأضاف أنّ «القرب المكاني لشمال الضفة من المدن الإسرائيلية في الوسط، حيث لا تبعد تل أبيب أكثر من 10 دقائق عن الضفة، يتيح نقل السكان بسهولة إلى تلك المناطق، في حال اندلعت الحرب». وشدّد مسيكا على أنّ عمليات نقل الإسرائيليين إلى الضفة مفيد أيضاً في حال سقطت على الأراضي الإسرائيلية صواريخ محملة بمواد كيميائية، مشيراً إلى أنّ «مناطق شمال الضفة الغربية ترتفع بالاجمال 900 متر عن سطح البحر، قياساً بالمدن والمستوطنات الموجودة في الساحل، الأمر الذي يخفف من تأثير المواد الكيميائية القاتلة».