أكد الرئيس بشار الأسد أنّه سيفعل ما هو منوط به «من أجل إنجاح» الهدنة، رغم تأكيده أنّ «الإرهابيين خرقوا اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ الساعة الأولى، وأن الجيش العربي السوري امتنع عن الرد على ذلك لإعطاء فرصة للحفاظ على الاتفاق». ورأى أنّ «هناك بارقة أمل الآن، بالنسبة إلى السوريين، بالنسبة إلينا جميعاً. لكن عادة، عندما يكون هناك وقف إطلاق نار أو وقف أعمال قتالية، أو مثل هذا الاتفاق، الذي يكون ثنائياً، فسيكون من الصعب المحافظة عليه، فما بالك عندما تتحدث عن أطراف عدة. وعندما أقول أطرافاً عدة، فإنك تتحدث عن أكثر من مئة فصيل من الإرهابيين، والعديد من البلدان التي تدعمهم».وأوضح الرئيس السوري، في مقابلة مع التلفزيون الألماني ARD، أنّه ينبغي «على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه وألا يحمل السلاح ويلحق الأذى بالأشخاص والممتلكات، ليعود كمدني، ونحن نمنحهم العفو الكامل».
ولفت إلى أنّ إجراء الانتخابات التشريعية هو تعبير عن الالتزام بالدستور الذي هو رمز سيادة البلد واستقلاله، مشيراً إلى أن الانتخابات «ليست هواية ولا وجهة نظر، بل تعكس الدستور الذي علينا الالتزام به».
وبيّن الأسد أن «الأمر الأكثر إنسانية من استقبال المهجرين هو مساعدتهم على البقاء في بلادهم من خلال المساعدة على تحقيق الاستقرار فيها والعمل ضد الإرهاب وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وعن الخطوات التالية لوقت الأعمال القتالية، قال الأسد إنّ «العملية تتكون من تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث يستطيع كل من يريد أن ينضم إلى حكومتنا... أن يكون جزءاً منها. ينبغي على هذه الحكومة أن تحضّر للدستور القادم. وبعد الدستور ينبغي أن تكون هناك انتخابات برلمانية ستُحدّد شكل سوريا الجديدة. هذه هي الخطوات الرئيسية للمرحلة الانتقالية».
ولفت الرئيس السوري رداً على سؤال إن كان يعتبر بلاده «لا تزال دولة ذات سيادة، أم ان سياستها تُرسم في طهران أو في الكرملن»، إلى أنّ «السيادة مصطلح نسبي. قبل الأزمة، كانت إسرائيل تحتل أرضنا، وبالتالي لم نكن نعتبر أن سيادتنا كاملة قبل أن نستعيد أرضنا. والآن خلال الأزمة، يعبر العديد من الإرهابيين حدودنا، وينتهك العديد من الطائرات الأميركية وطائرات التحالف... ما يسمّونه تحالفاً... مجالنا الجوي. ولهذا لا تستطيع الحديث عن سيادة كاملة. لكن في الوقت نفسه، عندما يكون لديك دستور، وعندما تكون لديك مؤسسات تعمل، والدولة تقوم بعملها، حتى لو بالحد الأدنى، من أجل الشعب السوري، فإن الأمر الأكثر أهمية هو عندما لا يخضع الشعب السوري لأي قوة أخرى، فإن ذلك يعني أنك لا تزال تتمتع بالسيادة، ليس بالمعنى الكامل».
(سانا)