رفض مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر، أي تدخل عسكري دولي في ليبيا، باعتباره «لن يجلب حلولاً بعيدة المدى»، لافتاً إلى أن العالم رأى ذلك عام 2011.
وأكّد كوبلر أن «مكافحة داعش يجب أن تنطلق من الليبيين أنفسهم»، مضيفاً أن الأمر يتطلب قوات برية، أما الغارات الجوية بمفردها فهي «غير كافية». في المقابل، شدّد على «أن ليبيا بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية، لأن هذا ما يريده الناس»، داعياً جميع القوى السياسية في البلاد إلى وضع مصالحهم الشخصية وراء مصالح الشعب.
ولفت كوبلر إلى أن إمكانيات دعم الليبيين عديدة، كتدريب القوى الأمنية الليبية، «وهو ما تخطط له ألمانيا».
وتقاطع كلام كوبلر مع كلام وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، الذي أعلن أن قواتٍ ألمانية ستدرب الجيش الليبي في الأراضي التونسية، لمواجهة خطر «داعش» المتنامي في ليبيا. وأشار الحرشاني إلى أن بلاده «ستشارك في تكوين نواة للأمن والجيش الليبيين في تونس»، من دون أن يقدّم أي تفصيل عن التدريبات أو تاريخها.
وفي سياق الحديث الغربي عن التدخل العسكري، المرتقب، في ليبيا، جدّدت دول الجوار الليبي رفضها لأي تدخل عسكري في البلاد، باعتباره غير محسوب العواقب، وقد تتعدى نتائجه الحدود، ولا يقتصر فقط على ليبيا.
وعبّرت المغرب، على لسان وزير خارجيتها صلاح الدين مزوار، عن رفضها لأي تدخل عسكري خارجي، مشدّدة على ضرورة إعطاء الأولوية للحل السياسي، ودعم حكومة «الوفاق الوطني». ورأى مزوار «ان طلب أي تدخل ضد التنظيمات الإرهابية يجب أن يأتي من الليبيين أنفسهم». أما تونس، فأكّدت على لسان وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أن الحل السياسي هو السبيل الأفضل لإنهاء الأزمة الليبية، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل على إيجاد حل سياسي.
وعن «تمّدد» تنظيم «داعش» في البلاد، أشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى احتمال انتقال التنظيم إلى ليبيا نتيجة استمرار الهجمات التي يشنّها «ائتلاف تقوده روسيا وآخر تقوده الولايات المتحدة على مواقعه في العراق وسوريا». وأضافت الصحيفة عن مسؤول في الأجهزة الأمنية المغربية أن ليبيا عاجزة عن مواجهة التنظيم نتيجة «عدم وجود حكومة ليبية موحدة وقوات ليبية قادرة على مواجهتهم».
في السياق، ذكرت صحيفة «الإندبدنت»، البريطانية، أن «داعش» استخدم النساء للمرة الأولى في عمليات انتحارية في ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الليبي اعتقل 7 نساء يقاتلن في صفوف «داعش»، وقتل أكثر من 3 أخريات خلال العمليات الأخيرة التي جرت الأسبوع الماضي. وكشف مسؤول ليبي أن امرأة تنتمي إلى «داعش» حاولت تفجير نفسها بحزام ناسف، وهي المرة الأولى التي يتم التأكّد فيها من استخدام التنظيم لنساء في عملياته القتالية.
في موازاة ذلك، رأى نائب المبعوث الأممي الليبي ورئيس بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري، أن «الأزمة الليبية متدحرجة إلى الأسوأ»، مشيراً إلى أن «أي تدخل عسكري أو اقتتال داخلي سيفاقم من الأزمة الإنسانية، ويعني مزيداً من التشرد والدمار».
وقال الزعتري لوكالة «الأناضول»، إن هناك أكثر من 435 ألفاً من النازحين داخل ليبيا، وأكثر من250 ألفاً من اللاجئين من البلاد المحيطة بها، فضلاً عن أكثر من مليونين و400 ألف محتاج إلى دعمٍ غذائي وعناية صحية». ولفت إلى أنه «وصلنا حتى الآن 4 ملايين و400 ألف دولار، فيما المطلوب حوالى 166 مليون دولار».
بدوره، حذّر الممثل الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في ليبيا، غسان خليل، من أن أوضاع الأطفال الليبيين «كارثية وتزداد صعوبة بمرور الوقت»، مضيفاً أن «الأطفال الليبيين، سواء في بلدانهم أو في تونس ومصر، يواجهون أوضاعاً صعبة للغاية».
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت «زيادة في عمليات الاختطاف والانتهاكات ضد الأطفال»، مطالباً الفرقاء الليبيين بـ«عدم القيام بأي أعمال تهدد حقوق الأطفال، بما في ذلك إشراكهم في النزاعات المسلحة».