ذكر موقع «Israel defense» المتخصص في الشؤون الأمنية أن تحقيقاً موسعاً أُعد أخيراً يكشف عن مسار العبور الذي تعتمده روسيا في نقلها السلاح إلى سوريا، فيما نقلت تقارير صحافية غربية، عن مصادر في البنتاغون، قولها إن سفناً حربية روسية قد تكون محملة بأجزاء من منظومة «إس 300» تتجه إلى سوريا.
وبحسب الموقع، الذي لم يوضح هوية الجهة التي أعدت التحقيق، فإن مصادر روسية أقرت مطلع العام الحالي في مقابلات مع الصحافة المحلية بأن الميناء البحري في مدينة «نوفوروسيس» الواقع على البحر الأسود يستخدم لنقل الوسائل القتالية إلى ميناء طرطوس. وقال الموقع إنّ هناك خشية من أن يكون الروس قد بدأوا بنقل أجزاء من منظومة «إس 300». وفي مقر الكتيبة بطاريتان متنقلتان من المنظومة المذكورة، جرى استبدالهما أخيراً بمنظومات أحدث من طراز «إس 400».
وقال الموقع إنّ الحمولة المشتبه في أنها قد تكون أجزاء من «إس 300» حُمّلت في الأيام الأخيرة على ظهر سفينتين روسيتين تعملان على نحو ثابت على خط نوفوروسيسك - طرطوس.
وعلى ذمة الموقع، فإن هاتين السفينتين هما اللتان جرى رصدهما تعبران مضيق الدردنيل في 19 أيار الماضي، وكذلك في 27 أيار وهما في طريق العودة إلى البحر الأسود.
ووفقاً للموقع، فإن هناك من يعتقد أنّ الروس لم يخططوا أبداً لأنّ تكون منظومات «إس 300» التي باعوها للسوريين جديدة، بل هي منظومات موجودة في حوزة الجيش الروسي سيجري استبدالها بأخرى من طراز «إس 400». وقد تكون الأجزاء الجديدة التي ستنتجها روسيا لمصلحة الصفقة هي الشاحنات وبعض أجزاء المنصات التي تصنعها شركة «نيجني نوغرود»، التي أشارت في تقريرها السنوي لعام 2011 إلى وجود عقد لتزويد سوريا بهذه الأجزاء من أجل ستّ بطاريات متحركة من طراز S-300PMU-2 ستُنقل بين عامي 2013 و2014. وأفاد الموقع أنه وفقاً لكل المؤشرات فإنّ روسيا تعمد إلى نقل أجزاء «إس 300» على عدة مراحل: إرسال الآليات الثقيلة مثل الشاحنات العسكرية، المنصات، الرادارات، غرف السيطرة والتحكم، وأخيراً الصواريخ نفسها التي يبلغ عددها 144 صاروخاً من طراز «إس 20» الحديثة و«إس 12» العادية وفقاً للعقد الموقّع.
وقدر ضابط رفيع في الدفاع الجوي الإسرائيلي أنّ منظومة «إس 300» يمكن أن تكون جاهزة من الناحية العملانية بعد نحو شهر من نقل الصواريخ، إلا أنه بالرغم من ذلك، يتطلب الأمر بعض الأعمال التحضيرية في المكان المخصص للنشر. ورجح الضابط أن تُنشر أولى البطاريات التي اشترتها سوريا في إحدى قواعد الدفاع الجوي الاستراتيجية القريبة من قاعدة لوجستية يستخدمها الأسطول الروسي في طرطوس.
وكانت محطة CNN قد نقلت عن مسؤول في «البنتاغون» قوله إنّ الاستخبارات الأميركية ترجّح أن ثلاث بوارج حربية روسية نُشرت شرق المتوسط، تحمل على متنها شحنات أسلحة قد تستخدم لإعادة تزويد النظام السوري بها. وقالت المحطة الأميركية إن الاستخبارات الأميركية تعقبت السفن الحربية منذ مغادرتها الموانئ الروسية قبل عدة أيام، واستطاعت الأقمار الاصطناعية الأميركية الحصول على مؤشرات لوجود حاويات داخل السفن. أضافت المحطة إنه رغم أن ذلك ليس في حكم المؤكد، إلا أنه من المرجح أن تكون الشحنات تنقل مكونات صواريخ الدفاع الأرضي الروسية «إس 300» وأسلحة أخرى لمصلحة النظام.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر بنشر أسطول حربي لبلاده بصورة دائمة في البحر المتوسط، لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتيا. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، قوله إن الأسطول الروسي، الذي بدأ بالفعل في تنفيذ مهمّاته في البحر المتوسط اعتباراً من مطلع حزيران الجاري، يضم 16 سفينة حربية، إضافة إلى ثلاث مروحيات.