حلب | منذ ليلة الخميس الماضي، تشهد محاور التماس في حلب اشتباكات عنيفة وتصعيداً لافتاً، حيث صدت «قوات الدفاع الوطني» عند جسر العوارض محاولات عدة لتقدم المسلحين، وكبدتهم خسائر فادحة تجاوزت ثلاثين قتيلاً في غضون ثلاثة أيام. وقال مصدر في «قوات الدفاع الوطني» إنّه تم صد هجمات المسلحين انطلاقاً من الشيخ مقصود. وشهدت مناطق السبع بحرات وباب النصر في المدينة القديمة، وسوق الهال وبستان الباشا، اشتباكات متقطعة، كما استهدفت نيران الجيش مقار وتجمعات للمسلحين في الصالحين، وقاضي عسكرة، وحي بني زيد، وبستان الباشا، والصاخور، ومساكن هنانو، موقعة عشرات القتلى في صفوفها، وفق المصدر.
وفيما واصل المسلحون شنّ هجماتهم على سجن حلب المركزي، تمكنت وحدة عسكرية من إيصال إمدادات، هي الأكبر من نوعها، إلى مطار منغ المحاصر منذ أكثر من سنة.
وساد هدوء نسبي في اليومين الأخيرين محاور القتال في عندان، وتخلله قصف بالطائرات لمقار المسلحين، وهجوم للمسلحين على تلة كيليكيا، في وقت استمر فيه استهداف بلدتي نبل والزهراء بالقذائف. كذلك تحدثت مصادر معارضة عن إصابة مدرعة سورية كانت متمركزة في جبل شويحنة بصاروخ أميركي، أول من أمس.
التصعيد في حلب، منذ إعلان الجيش بدء عملية «عاصفة الشمال»، ردت عليه الجماعات المسلحة بإعلان «النفير العام».
وفي بيان مشترك وقّع عليه كل من «الهيئة الشرعية» في الباب، و«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، و«الدولة الإسلامية في الشام والعراق»، أعلن النفير العام لكل «قادر على حمل السلاح في حلب وريفها»، معتبراً أن من يتخلف عن الالتحاق بالمكتب المخصص للنفير «آثم شرعاً»، حيث تم إعلان فتح مكتب خاص بالنفير العام في مدينة الباب شمال شرق حلب لتجنيد المقاتلين.
وفي عفرين، يمشط الجيش السوري بلدة مريمين، بعد أيام من المواجهات بين قوات الحماية الشعبية الكردية والمسلحين، التي امتدت إلى قرية معرسكة حيث قتل ثلاثة من قوات الحماية الكردية خلال صدّ الهجوم.
وتشهد قرى منطقة عفرين المتاخمة لقرى منطقة أعزاز معارك عنيفة منذ أيام، حيث يسعى المسلحون للسيطرة عليها باعتبارها ممراً إجبارياً لطرق الإمداد العسكرية لهم من شمال محافظة إدلب.
من جهتها، دانت «الحركة الوطنية الكردية للتغير السلمي» تدخّل الجيش التركي عبر إسناده الناري للمجموعات المسلحة التي اعتدت على قرية ملا خليل في منطقة جنديرس.
وفي جنوبي حلب، يتمدد الجيش السوري و«قوات الدفاع الوطني» في القرى الجنوبية تباعاً، حيث تتوسع سيطرة الجيش المحكمة على محيط المدينة جنوباً على محور حلب _ تل الضمان، بنحو يقارب 20 كيلومتراً.
وأعلن الجيش سيطرته على قرية عين عسان وتلة التينة، والقرى والمزارع المحيطة بهما، وعن قرب سيطرته على قرى أخرى متاخمة، وهي مناطق تحد من الشرق معامل الدفاع الاستراتيجية الواقعة قرب بلدة الواحة.
وإلى ريف حماه، سيطر الجيش على بلدتي الرشادية والقرباطية، أول من أمس، كذلك أفاد مصدر رسمي عن «عودة الأمان والاستقرار»، أمس، إلى قرى رسم قنبر، والجب الأبيض، ومكين الشمالي، ومكين الجنوبي، ورسم الضبع والنعيمة، وخضيرة، ورسم فخر، والطويدية، ورسم الأحمر، وطيبة الدكيج في ريف حماه أيضاً.
وفي دمشق، حقّق الجيش السوري تقدماً مهماً في حيّ المزابل في منطقة برزة، فيما نفذ سلسلة من العمليات ضد المسلحين في ريف العاصمة.
وواصل عملياته في مزارع بلدة الأحمدية، بعد أن بسط سيطرته على البلدة حيث سقط عدد من المسلحين، كما هاجم مسلحين في مزارع عالية ونفذ عملية في الزبداني أدت إلى مقتل علي ابتهة وسليمان التيناوي.
وفي بلدة جوبر، قتل الجيش نحو 15 مسلحاً في اشتباكات قرب معمل الصابون.
إلى ذلك، حصل انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن «محاولة إرهابية لاستهداف مطار المزة العسكري»، حسبما أفاد مصدر عسكري. والانفجار الذي سمع في أرجاء العاصمة، هو عبارة عن استهداف حاجز عسكري بسيارة مفخخة على طريق بيروت ـــ دمشق، ما أدى الى حدوث أضرار مادية بالمكان وسقوط عدد من الضحايا. وفي ريف إدلب، استهدفت وحدات الجيش السوري مواقع للمسلحين في قرى الطيبات، وكفلا، وقطرون، في ريف جسر الشغور وغربي معمل الكونسروة وعلى طريق إدلب _ سرمين وتجمع على مفرق دير الزغب وقصر الرمان، وآخر في الأراضي الزراعية بين بنش وسرمين، ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 60 من المسلحين.
إلى ذلك، بثّ تسجيل صوتي منسوب إلى زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو بكر البغدادي، كشف فيه عن رفضه لجهود زعيم التنظيم العالمي أيمن الظواهري لحلّ الخلاف مع جناح التنظيم في سوريا. وقال البغدادي إنّ «الاندماج الذي أعلنا عنه سابقاً بين دولة العراق الاسلامية في العراق وجبهة النصرة في سوريا لتشكيل (الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام) ما زال قائماً وسيستمر».
وقالت «سايت»، والتي تراقب الجماعات الاسلامية على الإنترنت، إنّ الخطاب نشر على منتديات إسلامية، لكنه لم ينشر على موقع الفجر _ الموقع الرسمي للجماعة _، ما أدى إلى تشكك بعض المتشددين في صحة نسبة الخطاب للبغدادي. لكن «سايت» قالت إنّ صوت البغدادي وصوت متحدث آخر في التسجيل يشبهان تسجيلات سابقة.