غزة ــ الأخبار أكّد مسؤولون حمساويون أمس أن الأزمة السورية كانت في صلب المباحثات التي أجراها ويجريها قادة الحركة في كل من القاهرة وأنقرة خلال الأيام الماضية، وإن كان لها تداعيات على العلاقة مع إيران وحزب الله. ونقلت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» عن القيادي في الحركة أحمد يوسف أن «زيارة قادة المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة وأنقرة تأتي في سياق رفع مستوى التنسيق للبحث عن معالجات وحلول للأزمة السورية وما تفرزه من تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها». وذكر أن تحركات قيادة «حماس» تأتي في ضوء التطورات المتلاحقة على الملف السوري، والتغييرات الحاصلة في إيران بعد انتخاباتها الرئاسية الأخيرة من جهة، وتطور الموقف المصري باتجاه قطع العلاقات مع دمشق من جهة ثانية.
وقال يوسف إن مشاورات حماس مع تركيا ومصر بشأن الملف السوري «تشكل نوعاً من وحدة الموقف والهدف بالعمل على إيجاد مخرج وحل للصراع السوري ينتهي بتداول سلمي للسلطة وقيام ديمقراطية حقيقية في سوريا». وأعرب عن «مخاوف جدية لدى حماس من مخاطر انزلاق المنطقة إلى صراع طائفي قد يأكل الأخضر واليابس ويضعف كل القوى المساندة للقضية الفلسطينية».
وكانت حركة «حماس» قد أصدرت بياناً طالبت فيه حزب الله بسحب قواته من سوريا «والحرص على وحدة الأمة وتجنب كل أشكال الاستقطاب الطائفي والمذهبي والعرقي». ورأى يوسف أن هذا الموقف من «حماس» «يمثل نصيحة توجهها الحركة بحكم ما كان يربط الجانبين من علاقات استراتيجية»، مضيفاً أن حركته «قلقة من حرف المسار وتوجيه البنادق إلى معارك جانبية عوضاً عن العدو الرئيس المتمثل في إسرائيل». ويوجد في أنقرة حالياً كل من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ورئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، ويرتقب أن يلتقيا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، إن اللقاء مع أردوغان يأتي بعد 24 ساعة من لقاء قيادة الحركة في القاهرة مع الرئيس المصري محمد مرسي.
لكن وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة، غازي حمد، كانت له تصريحات مغايرة بشأن الجولة الحمساوية في الخارج، قائلاً في ندوة عقدها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، إن «الجولة تهدف الى لفت الأنظار إلى الاستيطان والتهويد والى الحصول على دعم تركي ومصري، خاصة في موضوع المصالحة الفلسطينية». مع ذلك، قال حمد إن العلاقة مع إيران وسوريا قد تأثرت بسبب الأزمة السورية، وكان لذلك أثر على الدعم المالي المقدم لحركة «حماس».
وأوضح أن «حماس» كان لها الدعم السياسي والمالي الكبير من النظام والشعب السوري، لكنها «بسبب موقفها من الثورة وتأييدها لحق الشعب السوري قد خسرت هذا الدعم، إضافة الى تراجع شهده الدعم من قبل طهران».
وأوضح أن «تفسير العلاقات الخارجية الفلسطينية يرتكز على الكثير من الشطط من قبل المراقبين؛ فمثلاً إذا تقاربت «حماس» مع قطر يكون هناك مال سياسي، وإذا كان لدى الرئيس أبو مازن علاقة مع أميركا، فهو تحت الضغط الأميركي». وأضاف أنه «لم يسجل لأي دولة أن أعطت حركة «حماس» أوامر أو أملت عليها مواقف أو تبنّي سياسات معينة»، وأن حركته «لن تسمح لأي دولة بالتدخل في الشأن الفلسطيني حتى لو أمدّتنا بالمال والسلاح».
من جهة ثانية، تطرق حمد الى علاقة غزة مع مصر، فقال إن حركة «حماس» لم تسع يوماً للتدخل في الشأن المصري، وإنها على علاقة بجميع الأطراف في مصر. وأضاف «لقد تعرضنا لحملة ظلم وتشويه ولدينا وثائق مؤكدة حول عمليات الضخ الإعلامي اليومي على المستوى الفلسطيني والمصري تدين كل من يشارك في هذه الحملة التي تهدف الى إلحاق الظلم بغزة وحماس». وأوضح أن كل القضايا التي اتهمت بها غزة، لم يقدم أي مسؤول مصري فيها دليلاً واحداً على تورط حركة «حماس».