بعد تحذير رجال الأعمال الإسرائيليين من مفاعيل وتداعيات جمود العملية السياسية على المسار الفلسطيني، صدر تحذير آخر عن المؤسسة العسكرية، وهذه المرة على لسان قائد المنطقة الوسطى، اللواء نيتسان ألون، مفاده أن «فشل محاولات استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين قد يؤدي إلى تصعيد في الوضع الأمني في الضفة الغربية»، مشيراً إلى أن مساعي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لتحريك العملية السياسية قد تساعد في تهدئة التوتر في الضفة. ولفت الموقع إلى أن كيري الذي تولى منصبه الجديد في شهر شباط الماضي زار المنطقة أربع مرات، في سياق محاولاته استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، التي لم تشهد أي انطلاقة مهمة في السنوات الأخيرة. وأكد ألون أن المشاركة المكثفة للأميركيين، كان لها تأثير مهدئ للسلطة الفلسطينية، وهو ما دفعها في الأشهر الأخيرة إلى «وقف تمويل التظاهرات المناهضة لإسرائيل». وأعرب عن خشيته من أن يؤدي فشل مساعي كيري إلى حصول «تدهور خطير».
وفي ما يتعلق بالعمليات الإرهابية التي يشنها نشطاء اليمين المتطرف، والتي تحمل في وسائل الإعلام الإسرائيلية «جباية الثمن»، رأى ألون أنه سيتم توصيفهم كأعضاء في «اتحاد غير معترف به»، لا كـ«عمليات ارهابية»، كما قرر المجلس الوزاري المصغر.
وبحسب موقف «واللا» العبري، تلقى ألون في الأشهر الأخيرة انتقادات لاذعة من جهات يمينية ومستوطنين، وتمت مهاجمته بسبب تعليماته بـ«احتواء» أحداث العنف في الضفة، ولأنه حذر من مقتل فلسطينيين في الأحداث التي تجري في الضفة. ورأى الموقع أن كلام ألون سيثير غضب المستوطنين في الضفة الغربية، ولا سيما أن هؤلاء يرونه شخصية تتخذ قرارات سياسية ويعمل ضد الاستيطان. غير أن ألون يحظى في المقابل، بدعم من قادة المستوطنات، الذين يرون فيه ضابطاً مهنياً ومناسباً، ويرفضون الاتهامات الموجهة إليه.
من جهته، واصل وزير الاقتصاد ورئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، العمل على إثبات وجهة نظره القائلة بعدم بقاء فرصة حل الدولتين، واستعان لتوضيح موقفه الرافض لهذا الحل، وفي الوقت نفسه بقاء الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1967، بالقول، كما نقل موقع «قضايا مركزية» العبري، إنها مثل الشظايا التي بقيت في مؤخرة الضابط يوآف مردخاي، الذي أُصيب في جنوب لبنان عام 1996، والتي بررها بعدم إجراء عملية جراحية لانتزاعها أنه «يمكن أن يتعرض لخطورة أكبر إن خضع للعملية»، في إشارة إلى إدراكه استحالة طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وفي السياق، أكد وزير الإسكان الإسرائيلي من حزب «البيت اليهودي»، اوري اريئيل، أن فكرة الدولة الفلسطينية انتهت ويجب البحث عن بدائل أخرى. وأضاف أن فكرة الدولة الفلسطينية فشلت مرات عدة ولم تنل اسرائيل منها سوى المزيد من الصواريخ والانتفاضات، وعلى اسرائيل البحث عن بدائل لها. وكشف أن حزبه يملك خطة واضحة للبديل وتقود الخطة الى ضم مناطق (ج) كخطوة أولى الى اسرائيل، مؤكداً أن المفاوضات لن تعود أبداً.
(الأخبار)