قررت ادارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تقليص حجم المساعدات العسكرية السنوية للدولة العربية، بنسبة 5 في المئة (أي ما يعادل 175 مليون دولار أميركي) لتصل الى 3.1 مليارات دولار أميركي للعام الحالي. مع ذلك، أكدت وسائل الاعلام العبرية أمس، أن حجم التقليص جاء أقل مما كان متوقعاً، وذلك بعدما كانت تل أبيب قد أعربت عن خشيتها من أن يصل التقليص الى نصف مليار دولار أميركي. وشددت على أنه لم تلحق أضرار ببرامج تطوير منظومات اعتراض الصواريخ الاسرائيلية على أنواعها المختلفة، والممولة من الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت صحيفة «معاريف»، إن التقليصات الأميركية التي جاءت ضمن برنامج التقليصات العام في الولايات المتحدة، لمواجهة الأزمة الاقتصادية، من شأنها أن تؤثر سلباً في قدرة اسرائيل على ابتياع طائرات الشبح المتطورة من طراز «أف 35»، والمفترض أن تتسلمها تل أبيب في العام 2016 ، والبالغ عددها 19 طائرة. وبحسب «معاريف»، فان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، كانت قد قررت في السابق أن تقلّص عدد الطائرات التي سيتم انتاجها من 2500 الى 1200 طائرة، الأمر الذي يعني أن كلفة الطائرة الواحدة ستزيد أكثر، وسيجبر اسرائيل على استخدام نسبة أكبر من المساعدات المالية المقدمة من الولايات المتحدة.
وكتب معلق الشؤون السياسية في الصحيفة نفسها، إيلي بردنشتاين، مشيراً الى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب من مستشاريه وكبار موظفي حكومته، عدم الطلب من الولايات المتحدة استثناء اسرائيل من خطة التقليصات المالية المقررة، ونقل عن السفير الاسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، تأكيده بأن «اسرائيل لم تطلب استثناءً، بل نحن مستعدون للمشاركة في العبء».
وقالت صحيفة «معاريف»، إن تقليص حجم المساعدة الأميركية من شأنه أن يؤثر سلباً في التدريبات المشتركة بين الجيشين الاسرائيلي والأميركي، كما من شأنه أيضاً أن يؤثر سلباً على عقود وقعتها شركات اسرائيلية مع الجانب الأميركي، لكنها أكدت في المقابل، أن التمويل الخاص بمنظومة القبة الحديدية، والذي يصل الى 211 مليون دولار للعام الحالي، لن يتأثر اطلاقاً بالتقليصات.
في المقابل، أكدت «معاريف» أن التقليص في المساعدات الأميركية قد يؤثر سلباً في تمويل برامج مشتركة بين الجانبين، مخصصة لتطوير منظومة «حيتس 2» و«حيتس 3»، لاعتراض الصواريخ البالستية البعيدة المدى، اذ تم تقليص مبلغ 21 مليون دولار كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بها لتمويل هذه البرامج، رغم أن المبلغ المقرر في الأساس لم يتدنّ كثيراً، ووصل رغم الاقتطاع الى 269 مليون دولار أميركي.