القاهرة | انعقاد مؤتمر «ما بعد الرحيل» في ظل غياب عدد كبير من قيادات جبهة الإنقاذ، قبل يومين، كاد يشق صف الجبهة، جراء غضب القيادات التي تجاهل دعوتها كل من رئيس «حزب الدستور»، محمد البرادعي، ومؤسس «التيار الشعبي»، حمدين صباحي. وفي محاولة جادة وسريعة لرأب صدع أي تشقق قد يصيب الجبهة قبل تظاهرات «30 يونيو»، المرتقبة لإسقاط الرئيس محمد مرسي في الذكرى الأولى على رئاسته، عقدت قياداتها اجتماعاً طارئاً في ساعات منتصف ليل أمس، واستمر قرابة ساعتين، وذلك في مقرّ فيلا رئيس حزب «الوفد»، السيد البدوي، لمناقشة هذه الأزمة. وأكّد الحاضرون في الاجتماع ضرورة توحيد صفوف الجبهة في المرحلة المقبلة قبل المشاركة في فعاليات «30 يونيو» المقبل، وحل الخلافات داخل الجبهة، وأعرب البعض عن امتعاضهم من مشاركة البرادعي وحمدين في مؤتمر «ما بعد الرحيل»، وطالبوا التزام مسار الثورة وعدم الحياد عن الموقف الموحد.
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى عدد من القضايا المهمة على الساحة السياسية، أهمها استعدادات الجبهة للمشاركة في فعاليات «30 يونيو» المقبل، وحل القضايا الخلافية وتوحيد الصفوف، إضافة إلى موقف الجبهة من بيان الجيش الأخير.
وقال عضو الهيئة العليا في حزب «الوفد»، ياسر حسان، لـ«الأخبار»، إن قيادات الجبهة تلقوا خلال الاجتماع اتصالاً هاتفياً مفاجئاً، من اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع، وتناول الاتصال الحديث عن الأوضاع الراهنة، بالإضافة إلى التساؤل عما إذا كانت هناك أي مبادرات أو طرح من قبل الجبهة للخروج من الأزمة الحالية. وتجدر الإشارة إلى أن مصادر «الأخبار» أفادت بأنّ العصار مكلف من قبل المؤسسة العسكرية للتواصل مع الأطراف السياسية لتأمين التوافق قبل أواخر الشهر الجاري.
وأضاف حسان أنه جرى الاتفاق على أهمية الالتزام التام بسلمية التظاهرات، وعمل كل المحاولات للابتعاد عن أي استفزاز أو الانجرار لإحداث عنف خلال المرحلة المقبلة، إلا أنهم استبعدوا تشكيل لجان شعبية في هذا الإطار.
تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، التي أعلن خلالها أن القوّات المسلحة ستتدخل لمنع الاقتتال الداخلي، وأن الجيش لن يصمت أمام «تخويف المصريين وترويعهم»، داعياً القوى السياسية إلى إيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، خلال أسبوع، كان لها نصيب وافر من اجتماع قيادات الجبهة، الذين أجمعوا على تقديرها، وأصدروا بياناً أكدوا فيه أن الجبهة تقدّر موقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير في البلاد الذي عبر عنه وزر الدفاع، وتثمن حرص القوات المسلحة على الانحياز لإرادة الشعب وحماية أمنه وأمن الوطن ورفضها لترويع المواطنين وتأكيدها الولاء لمصر وشعبها
العظيم.